* عرقلة الفرز لحوالي 48 ساعة يعد سابقة خطيرة وصبيانية * الجبهة تناشد الحركات الأخرى بالتحلي بالمسؤولية والعمل بالإجماع على الفرز وقبول النتائج أياً كانت بروح رياضية *
بعد أكثر من 48 ساعة من المفاوضات، يخضع أعضاء الحركة الإسلامية الشمالية والتجمع لقرار جماهير الطلاب المستاءة من المماطلة والتأخير في فرز النتائج، وتشويه الحقائق، في محاولة فاشلة لإلغاء الانتخابات للجنة الطلاب العرب في جامعة حيفا، بدون أن يدركوا أن هذا النهج هو نهج هدام، يصب في مصلحة من يقلقهم استمرار الحياة في لجنة الطلاب العرب والحركة الطلابية منذ أكثر من 30 عاماً في جامعة حيفا، وأن الانتخابات الديمقراطية التي تقلق مضاجع بعض من اعتلوا رئاسة اللجنة، غير عابثين بكيفية استمرار حياة هذا الجسم الكفاحي النضالي، الذي نفخر نحن في الجبهة بتثبيت دعائمه في كل المراحل التي قدنا فيها اللجنة، وأخرى أعدنا الحياة فيها بعد سنوات من الخمول.
هذا، ونحمّل في الجبهة الطلابية مسؤولية عرقلة فرز الأصوات على التجمع الطلابي واقرأ، اللتان زالتا حاولتا منع بدء عملية فرز نتائج انتخابات لجنة الطلاب العرب التي عُقدت يوم الأربعاء 16.07، وذلك بحجج واهية ومطالب لم تكن لها سابقة في تاريخ الحركة الطلابية، ومع هذا تم الاستجابة لها من الجبهة ومن باقي الأحزاب منعاً لإطالة انتظار الطلاب والكوادر، وسعياً إلى إنهاء مجرى الانتخابات بصورة ديمقراطية وحدوية؛ لا سيما وأن الحجج التي تستعمل لعرقلة عملية الفرز من قبل اقرأ والتجمع لا تتوقف.
هذا بالإضافة إلى التعنت الصبياني الغير مبرّر في كل قضية وقضية وكذلك تبديل التجمع لممثليه في لجنة الانتخابات بشكل مستمر ومقصود مما يؤدي إلى إعادة فتح النقاش على الأمور التي سبق وأقرّتها اللجنةً.
لماذا العرقلة:
كما هو متبع تجتمع لجنة الفرز للنتائج بعد إغلاق الصناديق، وهي تتكون من ممثلين عن جميع الحركات المتنافسة.
ومنذ البداية كان يبدو وكان التجمع وحركة اقرأ لا يرغبون في فتح الصناديق وفرز الأصوات، حيث وضعوا العراقيل أمام اللجنة للوصول لاتفاق بين الأحزاب من اجل بدء الفرز. وقد أفرزت عدد من المواضيع نقاشاً طال لعشرات الساعات وأفضى بتأجيل عملية الفرز لأكثر من 48 ساعة منذ إغلاق الصناديق، الأمر الغير مسبوق في تاريخ الحركة الطلابية والانتخابات الجامعية.
الاتهام بالتزوير:
وضمن الحجج الواهية والصبيانية التي استعملها ممثلي التجمع الطلابي واقرأ، اتهام الجبهة بتزوير الانتخابات والغش فيها، وجرى تأخير فرز النتائج بسبب النقاش الذي لحق هذا الاتهام، وطالب التجمع واقرأ بخصم سبعين (70) صوتاً!!! من الجبهة كـ"عقاب" على محاولـة التزوير، غير المثبتة طبعاً، (ولا يمكن إثباتها أو دحضها بدون فتح الصناديق وعدّ الأصوات).
تبديل الممثلين:
وبعد أن تم الوصول إلى اتفاق مرحلي، يوم الخميس الماضي الساعة الثالثة صباحاً، أي 6 ساعات بعد بدء جلسة لجنة الفرز، قام التجمع بتبديل أعضاءه في لجنة الفرز الذين رفضوا حال وصولهم الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع ممثليهم السابقين، بحجة أنهم لا يمثلوهم (!!)، وهذا الأمر الذي تكرر ثانية بعد 11 ساعة، أي قرابة الثانية والنصف بعد ظهر يوم الخميس، حيث قام حازم ريان، ممدوح إغبارية وعوني بنا بـصرف ممثل التجمع وليد خميس والتصريح بأن وليد خميس لا يمثل التجمع والاتفاق المرحلي الثاني مع التجمع لاغٍ أيضاً.
اتهامات بالغش:
وادعى حازم ريان أنه رأى ثلاثة طلاب سابقين يصوتون في الانتخابات بالرغم من عدم استحقاقهم وأنه مستعد لإعطاء أسماءهم لرئيس لجنة الانتخابات (لؤي عبد الله من اقرأ) فقط، ولكنه بعد المساءلات تراجع وقال بلسانه أنه يكذب وأنه لم يرَهم بأم عينه، بل أعلمه بذلك طالب آخر وان الحديث يدور عن طالبين وليس ثلاثة!!
المغلفات المزدوجة:
تعتمد لجنة الانتخابات على قوائم طلاب الجامعة التي يوفرها عميد الطلبة صباح يوم الانتخابات، كي يتم تشطيب أسماء الطلاب الذين صوّتوا منعاً للتزييف؛ القوائم التي وصلت لجنة الانتخابات صباح الأربعاء كانت تنقص أسماء وأرقام هويات ما يزيد عن ألف طالب عربي يتعلم في جامعة حيفا، الأمر الذي يمنع جميع هؤلاء الطلاب من التصويت كون القوائم لا تشمل أسماءهم ولا إثبات لكونهم طلاب في جامعة حيفا. لجنة الانتخابات قررت أن تتعامل مع هذه الوضعية من خلال إحضار مستند رسمي من مكتب عميد الطلاب وإرفاقه في "مغلفات مزدوجة" مع مغلف التصويت.
بعد جلسة طالت 22 ساعة، توصل أعضاء اللجنة إلى حل يقضي بأن تقوم لجنة الانتخابات بفتح الصناديق وأخذ عينة من 50 مغلفاً مزدوجاً ليتم فحص أسماء الطلاب وأرقام هوياتهم لدى عميد الطلبة في الجامعة والتأكد من استحقاقهم للتصويت. واتفق على نسبة خطأ حتى %10، أي انه إذا كان هناك أكثر من 5 أصوات لأشخاص ليسوا طلاباً، تلغى الانتخابات. وبعد قيام ممثلو الكتل اليوم صباحاً، بفحص الأسماء وأرقام الهويات لدى عميد الطلبة، تبين أن الخمسون صوتاً هم لطلاب جامعة حيفا، ولا يوجد أي غش وتزوير، ولا مجال للتشكيك في نزاهة الانتخابات.
وبناءً على هذا طالبت الجبهة بعدم المماطلة والتأجيل والبدء بالفرز.
العودة إلى الاتهام بالتزوير:
ولكن، بعد ظهر اليوم الجمعة، رفض ممثلو التجمع مجدداً البدء بعملية الفرز لاشتباههم بقيام أحد رفاق الجبهة بمحاولة تزوير، مع العلم بأنه لا يمكن إثباتها أو دحضها بدون فتح الصناديق وعدّ الأصوات، وما زالوا يطالبون بإصدار بيان عن لجنة الانتخابات يدين الجبهة ويخصم سبعة أصوات منها..
وتؤكد الجبهة الطلابية بأن من يريد أن يعرف أسباب العرقلة ما عليه إلا فتح بروتوكولات لجنة الانتخابات ومتابعة الاتفاقات والقرارات التي تم التوصل إليها، والتحقق من الطرف الذي نقضها كل مرة من جديد، حيث تبادل التجمع و"اقرأ" طرح الحجج الواهية بطريقة صبيانية وبلطجية خلال إدارة المفاوضات والنقاشات، وبدا واضحاً أن هذا التعنت من التجمع و"اقرأ" هو تعبيراً عن رغبتهم ونواياهم بإلغاء الانتخابات بأي طريقة ممكنة.
وتحمّل الجبهة التجمع والحركة الإسلامية الشمالية هذا التأخير الذي يضر باسم لجنة الطلاب العرب ومصداقيتها وشرعيتها أمام الطلاب ونتساءل: لماذا يخشون النتائج؟؟؟ وما المصلحة في العرقلة إذا كان الفرز سيتم عاجلاً أم آجلاً، خاصة بعض الوصول إلى اتفاق حول معظم القضايا الشائكة.
وتطالب الجبهة ببدء الفرز حالاً، دون أي تأجيل إضافي، مؤكدة بان إرادة الطلاب العرب أهم من جميع الاعتبارات والمصالح الضيقة، وعلى جميع الأحزاب أن تتعامل مع القضية بمسؤولية ونضوج، ووضع مصلحة ومصير اللجنة نصب أعينهم.
السبت 19/7/2008