إن الأوضاع القاسية التي يعاني منها مجتمعنا العربي في مدينة يافا وعلى جميع ألأصعدة سياسيا اجتماعيا واقتصاديا إذا دلت على شيء إنما تدل على همجية هذه السياسة القمعية العنصرية التي أتبعتها حكومات اسرئيل المتعاقبة منذ قيام ألدوله والى يومنا هذا.
فإذا تتبعنا هذه السياسة المنهجية نرى أنها نجحت في عدة اتجاهات ألأول مصادرة ألأراضي وهدم البيوت والثاني ضرب ألبنيه التحتية لقرانا ومدننا العربية على حد
..سواء لكنها أخفقت في تحطيم ألإنسان العربي وسلب إرادته وكبريائه واعتزازه بعروبته وفلسطينيته بل العكس هو الصحيح فهذه السياسة الهمجية أدت إلى تقوية العزائم وشد الهمم والتصدي لها بكل ما أوتينا من قوى والتشبث في ألأرض أكثر وأكثر والالتفاف حول قيادتنا الحكيمة والتي أذهلت الجميع بتمسكها بالثوابت ألوطنيه وخطها النضالي واضح لا غبار عليه.
في أوائل الستينات قال وزير الدفاع الاسرائيلي آنذاك موشي ديان أنه آن الأوان أن نقرر بشأن مصير الوجود العربي في ألدوله .أما إيجال ألون الذي كان يعرف بأتصالاته الحميمة مع العرب قال بالحرف الواحد انه يجب تصفية الوجود العربي ونقلهم إلى أي دوله أخرى وهناك الكثير الكثير من التفوهات لقاده اسرائيلين تؤيد وتدعم تلك الفكرة وتلك السياسة المبرمجة ألقمعيه ألعنصريه.
إن فشل هذه السياسة في طرد العرب من ديارهم إنما تدل على ضعف هذا الكيان وتخبطه بأخطاء تلو ألأخطاء بتعامله مع مواطنيه والذي ولد لدينا العز يمه والقوه
للتصدي لإفشال هذا المخطط العنصري بترحيلنا عن أرضنا أرض ألآباء والأجداد.
اليوم وبعد ستين عاما يعاود هذا الكيان المهزوز مره أخرى بتنفيذ ما لم يستطع تنفيذه من قبل. هذه المرة أستعمل خطه ذات ثلاثة محاور .
1) رفع أسعار البيوت والمناقصات الحرة بدعم من اللوبي الصهيوني بملاين الدولارات
2) إدخال البعض من العملاء كستر وغطاء لتلك أللعبه القذرة.
3) استعمال القوانين المجحفة والتي وضعت بهدف سلب العرب حقهم في ألأرض والمسكن والحياة الحرة الكر يمة.
فما لم يستطيعوا تنفيذه بالسابق بالقوة يحاولون اليوم تنفيذه. بالدولار. والقانون. والعملاء
أنني أعترف بأننا كقيادة محلية أخفقنا في وضع إستراتيجية عمل مهنية ومدروسة لتكون لنا مرجعيه للتعامل وللعمل النضالي صحيح بأننا أقمنا اللجان ألشعبية للدفاع والتصدي لأوامر الهدم والإخلاء وصحيح إننا نجحنا في البعض من القضايا وصحيح أننا استطعنا تأجيل البعض من عمليات الهدم والإخلاء لكن الخطر ما يزال يحوم فوق رؤوسنا وخصوصا بوجود العملاء الذين لم يتعلموا الدرس بعد ولم ينظروا ماذا كان مصير من سبقهم في العمالة . قذف بهم كالكلاب بعد ما أخذوا منهم كل مرادهم .
إننا على يقين بأن الحق سينتصر بالنهاية وأننا أصحاب هذا الحق وأننا اصحاب هذه ألارض الحقيقيين فارتباطنا بهذه الأرض وجذورها عميقة تمتد خمسة ألاف عام . ومن أجل أن نحافظ على وجودنا وعل ثقافتنا وهويتنا يتوجب علينا أن نتوحد وأن يكون هناك إجماع كامل حول عدة قضايا أساسية.
أولا. قضية التعليم ودفعها بكل ما أوتينا من قوه لتصل أعلى المراتب والمستويات فالعلم هو سلاحنا الوحيد الذي نستطيع من خلاله التصدي لتلك الهجمة المسعورة
ثانيا. قضية الحفاظ على ألأرض والمسكن من خلال ألالتفاف حول اللجان ألشعبية والتي تمثل جميع أطياف وفأت المجتمع بكامله بشرط أن تكون الجسم الوحيد المخول
بالتحرك والنضال في هذا المضمار.
ثالثا. بان ننبذ كل الذين خرجوا عن الصف وعدم التعامل معهم وإخراجهم من بين صفوفنا حتى يعودوا إلى رشدهم أو أن يقذف بهم إلى مزبلة التاريخ والى ألأبد.
رابعا .إعادة بناء الثقة بيننا وبين اليهود المعتدلين الذين يؤمنون بعدالة قضيتنا والعمل على وضع خطة استراتيجية بحيث نستطيع من خلالها توسيع هذه ألحلقة لتصبح قوى
كبيرة يكون لها التأثير المباشر على الساحة ألسياسية لأن ما نراه الآن سيناريو عكسي سيأتي بالدمار والكوارث على مواطني هذه ألدولة أجمعين .
إن البدء بعملية تهويد مدينة يافا لم يكن عبثيا وإنما ضمن خطة مبرمجة بإتقان.
فيافا تقع بين محيط هائل من اليهود ونحن نعتبر أقلية الأقليات فتعداد سكان يافا العرب حوالي 23 ألف نسمة مقابل حولي 1,5 مليون يهودي في ما يسمى بمتروبلين يافا تل أبيب ضانين بأنهم يستطيعون ابتلاعنا وترحيلنا بسهولة وان تهويد مدينة يافا الرمز والصرح التاريخي والحضاري والتجاري والثقافي لفلسطين سيكون له ألأثر ألأكبر كبداية تدحرج الكرة لتبتلع وتهود القرى العربية ألمجاورة الواحدة تلو الأخرى.
ونحن نؤكد للجميع بأن من يظن أن مدينة يافا العربية ستكون لقمة صائغه فهو مخطئ كل الخطأ فالنضال الجماهيري الذي ستخوضه يافا سيذهل الجميع وسيحول المخطط العنصري ألإجرامي إلى لعنه وكابوس يلاحقهم ليل ونهار فمهما كان مكرهم ومهما كان خبثهم ومهما كان جبروتهم لن يستطيعوا كسر شوكتنا لأننا أصحاب حق وأصحاب هذه الأرض الحقيقيون وإنا في يافا لمنزرعين وستبقى يافا عربية إلى أن يشاء الله.
(يافا)
عمر السكسك*
الخميس 17/7/2008