مع انقسام الشارع الأمريكي حول الموضوع: ماكين وأوباما يختلفان بشأن الإستراتيجية في العراق
وكالات- تباينت آراء المرشحين الجمهوري والدمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية بخصوص العراق، وسط انقسام متواز في استطلاعات الرأي رغم تفضيلها المرشح الجمهوري على الصعيد العسكري. فقد دافع المرشح الدمقراطي السيناتور باراك أوباما- أحد منتقدي الحرب على العراق- عن معارضته قرار الرئيس جورج بوش بزيادة عدد القوات الأمريكية في ذلك البلد، مجددا دعوته لسحب القوات المقاتلة في غضون 16 شهرا. وجاء ذلك في مقال لأوباما- نشرته صحيفة نيويورك تايمز أول أمس الاثنين- قال فيه إن إنهاء الحرب في العراق يعد ضروريا لتحقيق أهداف إستراتيجية أوسع بدءا من أفغانستان وباكستان، مقترحا الدفع بلواءين مقاتلين إضافيين إلى القوات الأمريكية في أفغانستان التي يبلغ عددها 36 ألف جندي. وجدد أوباما موقفه السابق بأن "العراق ليس الجبهة المحورية في الحرب على الإرهاب ولم يكن يوما كذلك". وتعهد أوباما- في حال فوزه- بالعمل على ألا يكون الجيش الأمريكي والموارد المالية والسياسية الخارجية للولايات المتحدة "رهينة لرغبة مضللة في إبقاء قواعد دائمة في العراق". وانتقد أوباما منافسه الجمهوري جون ماكين لرفضه هذا الاقتراح، واعتبر أن هذه الإستراتيجية فاشلة لأنها تسير ضد رغبة الشعب العراقي وضد المصالح الأمنية للولايات المتحدة. وأكد أوباما في هذا السياق عزمه على الطلب من الجيش إنهاء الحرب على العراق، وذلك في أول يوم له في منصب الرئيس. في هذه الأثناء، أكد القائمون على الحملة الانتخابية للسيناتور أوباما أن الأخير سيلقي الثلاثاء خطابا حول العراق قبل زيارته المقررة إلى العراق وأفغانستان في الأسابيع القليلة القادمة. وذكرت المصادر نفسها أن الخطاب سيركز على بواعث قلق الولايات المتحدة في العراق والمنطقة، مع العلم بأن أوباما سبق أن ألمح إلى استعداده لتعديل خطته بشأن العراق- في حال فوزه بالرئاسة- إذا ما تغيرت الظروف الميدانية على الأرض. من جانبه انتقد ماكين موقف أوباما بشأن العراق وقال في خطاب له أمام حشد من أنصاره في مدينة فينيكس أول أمس الاثنين إن أوباما كان مخطئا عندما قال إن الولايات لن تنجح وإن العراق ليس الجبهة المحورية في الحرب على الإرهاب. كما أكد نيته إرسال مزيد من القوات الأمريكية إلى أفغانستان لكنه عاد واتهم أوباما بعدم الاعتراف بأنه كان مخطئا، في إشارة إلى "الدور المهم" للقوات الأمريكية في العراق في إطار "الحرب على الإرهاب". وغمز ماكين من قناة أوباما عندما وصفه بأنه يفتقر للخبرة كي يكون قائدا أعلى للقوات الأمريكية، واعتبر أن تبني اقتراح أوباما بشأن تحديد موعد زمني للانسحاب من العراق سيعرض النجاح الذي حققته القوات الأمريكية هناك للخطر. وأظهر استطلاع للرأي أعدته محطة "إي بي سي نيوز" وصحيفة "واشنطن بوست" أن إستراتيجية أوباما وماكين بشأن العراق تلقى دعما متساويا من الناخبين، لكن ينظر إلى ماكين على أنه الأفضل ليكون القائد الأعلى للقوات الأمريكية. ففد حظي مشروع ماكين لإبقاء القوات الأمريكية في العراق طالما تقتضي الحاجة بتأييد 50%، مقابل 49% من المستطلعين أيدوا إستراتيجية أوباما لسحب القسم الأكبر من القوات بحدود صيف العام 2010. في حين اعتبر 72% من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع أن ماكين- الذي خاض حرب فيتنام- سيكون أفضل لتولي قيادة الجيوش الأميركية مقابل 28% لصالح أوباما. الأربعاء 16/7/2008 |