السفير - لا تزال تتكشف فصول كثيرة من قضية منظمة »ارغينيكون« التي اعتقل قادتها، وهم من الجنرالات السابقين الرفيعي المستوى في الجيش التركي. فبعد الكشف عن تدبير محاولة انقلاب ثالثة تحت اسم »القفّاز« كان مقررا لها أن تتم في ٧ تموز الحالي، ظهر ادعاء أمس أن رئيس الأركان السابق الجنرال حلمي اوزكوك كان هدفا لمحاولة اغتيال اكتشفت في العام ٢٠٠٤ بواسطة وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي ايه)، وكانت السبب في كشف خطتي الانقلاب اللتين كانت تعد لهما منظمة »ارغينيكون«. وأوضحت صحيفة »ميللييت« أن الـ»سي آي ايه« أبلغت، في ٣ شباط العام ،٢٠٠٤ أنقرة بمحاولة الاغتيال. وفي اثر ذلك تابع اوزكوك الموضوع واكتشف خطط الانقلاب التي كان يعد لها بعض كبار الضباط بقيادة قائد الدرك شينير اويغور. ولهذا تحول الجنرال اوزكوك إلى مفتاح لمعرفة حقيقة ما جرى ويجري الآن، خصوصا أن قائد القوات البحرية السابق الأميرال اوزدن اورنك، نفى أن يكون هو صاحب المذكرات التي نشرتها مجلة »نقطة« قبل عامين عبر احد الصحافيين وفيها تفاصيل خطط الانقلابين. وقد سئل اوزكوك عن صحة ما قاله اورنك، فقال انه لا يستطيع أن يؤكد أو ينفي المعلومات المتعلقة بهذه الحوادث. لكن إذا كان هذا ما يقوله الأميرال فيجب احترام ما يقوله. وأضاف اوزكوك انه مستعد ليدلي بما يعرف أمام المحكمة إذا كان الأمر يتطلب ذلك، وإذا كان القانون يسمح بمثل ذلك لرئيس أركان سابق. ودعا إلى حسم التحقيقات سريعا لأنه لا يجب إبقاء الأشخاص أو المؤسسات تحت الاتهام لمدة طويلة. وفي هذا الإطار، أدرج المراقبون الاجتماع المطول الذي استمر ساعتين، وتخللته مأدبة غداء والذي عقده رئيس الجمهورية عبد الله غول مع الجنرال اوزكوك بناء لدعوة غول. ونقلت »ميللييت« عن أوساط غول انه طلب حصر السجالات ضمن حدود اللباقة والأدب والابتعاد عن التطرف والغضب. أما اوزكوك فقال إن الشعب بحاجة ليعرف حقيقة ما يجري، وان رئيس الجمهورية هو الشخص الأنسب لمثل ذلك. وعرف عن اوزكوك عندما كان رئيسا للأركان اعتداله وعلاقته الجيدة مع سلطة حزب العدالة والتنمية. ولوحظ أن اوزكوك لم يتناول شراب النبيذ أثناء الغداء مع غول رغم انه كان موجودا على المائدة. ونظرا للمناخ السياسي القائم في تركيا استبعد بعض المراقبين أن تكون منظمة القاعدة هي من يقف وراء الهجوم قبل أيام على القنصلية الأميركية في اسطنبول، وتحميل المسؤولية لمنظمة »ارغينيكون«. ويقول طه اقيول إن تزامن الهجوم وسط هذه الادعاءات ليس صدفة، موضحا أن اثنين من منفذي الهجوم على القنصلية من أصحاب السوابق في مجال السرقة والتزوير، ووالد احدهم من الذين اعتقلوا من عناصر حزب الله التركي في أحداث ضد حزب العمال الكردستاني. ورغم ان احدهما كان في معتقل غوانتانامو والثاني في أفغانستان، على ما تنقل الأخبار، إلا أن العثور معهما على مسدسين وبندقية لا يعكس طبيعة عمليات القاعدة التي تعتمد على التفجيرات الكبيرة، وليس على المسدسات والبنادق. لكن محافظ اسطنبول أكد أمس أن الهجوم كان عملية انتحارية وليس هجوما بالقنابل، وان عشرة أشخاص اعتقلوا بينهم واحد جاء من خارج اسطنبول، موضحا انه لا يستطيع أن يجزم بارتباط الأشخاص بمنظمة معينة وان التحقيق يتم بما إذا كانت لهم ارتباطات خارجية.