لفتت الموهبة الجديدة في مجال الغناء، الشابة رونزا عليمي، الأنظار بصورة قوية خلال العرض السادس والأخير ضمن برنامج الاشتراكات للموسم الجاري لفرقة الموسيقي العربية، وذلك بأدائها لأغنية كوكب الشرق أم كلثوم أنا بانتظارك .
كانت تلك المرة الأولي التي تظهر فيها رونزا في عرض موسيقي غنائي كبير، وكان البعض ـ بينهم كاتب هذه السطور ـ متوترا، فهل ستؤدي هذه الشابة أغنيتها بصورة مقبولة، والي أي حد سيحالفها التوفيق؟ مدير فرقة الموسيقي العربية الأستاذ الموسيقي سهيل رضوان طمأن المتسائلين قائلا انه استمع إلى رونزا، وانها تجيد الغناء خاصة في الأغنية التي ستقدمها ضمن برنامج العرض.
زاد رضوان في التطمين قائلا: إن رونزا شاركت في العام الماضي وعلى مدار عام في جوقة نادي الروم الأرثوذكس، القائم في حي الروم في الناصرة. رضوان أرسل ابتسامة ذات معني قائلا: أضف إلى هذا أننا لا نقدم كل من يمكنه الغناء في برامجنا، نحن نقدم من نتوسم فيه الموهبة والمقدرة فقط.
في العروض الخمسة الماضية من أواسط السنة الماضية، قدمت فرقة الموسيقي العربية عددا من أصحاب المواهب، في مجال الغناء، من الطرب العربي الأصيل خاصة، كان من بينهم إبراهيم برانسي الذي انتقل بسرعة ليكون واحدا من مغني الفرقة، وأمل بشارات، وها هي تقدم فنانة شابة ما زالت تضع خطواتها الأولي على طريق الفن الصعب القاسي والطويل كما قالت.
ما لفت الأنظار خلال تقديم رونزا لأغنية أنا بانتظارك ، هو تمكنها من مخارج الحروف بصورة لافتة للنظر الذي دفع لمتابعة غنائها، كاتب هذه السطور، الذي تولى ادارة العرض، ولم يخف اعجابه بهذا التمكن، وزاد فيه ان اكثر من واحد ممن حضروا العرض، عبروا هم بمثل ما عبر عنه.
عندما التقيت برونزا لغرض كتابة هذه الكلمات، في مكتبي في الناصرة، وجهت إليها سؤالا، هو كيف بدأت الحكاية مع الغناء؟ فأجابت انها من بيت يهتم بالفن فأبوها مطانس عليمي، يعزف على العود، ويغني في الحفلات الخاصة التي تقيمها العائلة بين الحين والآخر.
تلقت رونزا ابتداء من الصف السابع حتي التاسع دروسا في الموسيقي على يدي الأستاذ الموسيقي فرنسوا خل، في هذه الفترة الدراسية أقبلت على الدراسة بجدية الأمر الذي مكنها من العزف على أكثر من آلة موسيقية، هي: العود، البزق والاورغ.
إلى هذا التمكن من العزف تعزو رونزا إتقانها للفظ مخارج الحروف، وتضيف قائلة اعتقد انه على من يريد أن يمارس فن الغناء أن يتعلمه أولا، وتقترح على من يريد الخوض في مجال الغناء الواسع أن يدرس الموسيقى من شان دراسته هذه أن تساهم في المزيد من التمكن والإبداع.
إجابة عن سؤال تقول رونزا انها تغني للعديد من الفنانات العربيات مثل أم كلثوم، فيروز ووردة، فهي تفضل الطرب العربي الأصيل، ولا تميل للاغاني السريعة الرائجة في فترتنا الراهنة.
اسألها ما السبب فهي ما زالت صبية لم يتجاوز عمرها السادسة عشر عاما، فترد بشمم: الطرب العربي الأصيل هو الأساس وهو ما سيبقي، أما الأغاني السريعة فسرعان ما ينساها الناس. أضف إلى هذا أنني تربيت على هذا النوع من الغناء. أنا لا اطرب إلا بأغاني الطرب العربي الأصيل في زمنه الجميل، تؤكد رونزا.
والدة رونزا، امل عليمي، التي حضرت اللقاء معها، رددت أكثر من مرة ان ابنتها ظهرت في عدد قليل من المناسبات، كان آخرها ظهورها في حفل التخرج من مدرسة تيراسانطة في السنة الماضية. وتضيف أمل قائلة إن الفرص قليلة وتكاد تكون نادرة جدا بالنسبة لفنان ما زال شابا وفي بداية طريقه. لولا ابن العم نادر أبو عرب واقتراحه اسم رونزا لتكون ضيفة العرض السادس والاخير لفرقة الموسيقي العربية، ما كنت استمعت إليها وما كنت بادرت للكتابة عنها.
رونزا تضيف، انها تعرف المصاعب التي تواجه الفنان الشاب في بداية حياته، بل تعرف كم هو طريق الفن طويل، وتقول إن الفن لا يطعم خبزا لهذا هي توجهت لدراسة علم الاجتماع في الجامعة المفتوحة في مدينة العفولة.
اسأل رونزا عن تصورها للفنان فتجيب أن يكون له حضور وشخصية وصوت مميز. وهذا ما امتازت به رونزا خلال أدائها لأغنية أنا بانتظارك .
ناجي ظاهر *
الثلاثاء 8/7/2008