سنأتي اليوم إلى الناصرة. إننا- في فرعي الحزب الشيوعي والشبيبة الشيوعية في تل أبيب- بانتظار هذا اليوم منذ أسبوعين أو أكثر، ننتظره بكل الشوق، ونبذل كل الجهود لتجنيد الرفاق والأصدقاء..
ننتظر الأجواء الرفاقية الحارة التي ميزت دوما مخيمات العمل التطوعي.. إننا تواقون إلى إعادة هذا التقليد العريق إلى الحياة، سيما أن الحاجة الموضوعية إليه ما زالت قائمة في ظل التمييز القومي ضد الجماهير العربية، بلداتها وبلدياتها.
الناصرة، التي تحولت منذ الانقلاب التاريخي في العام 1975، وبقيادة قائدنا توفيق زياد، إلى عاصمة القوى التقدمية العربية واليهودية، هي مدينتي- مدينتنا، نشعر فيها وتحت الراية الحمراء، أننا في البيت وبين الأهل، أننا شركاء في نضال واحد. نضالنا الدمقراطي من أجل السلام العادل والمساواة التامة.
سنأتي اليوم إلى الناصرة لأن بلدية الناصرة بقيادة الجبهة تقدم نموذجا مميزا وباعثا على التفاؤل: فهي تؤكد أننا قادرون على المضي في طريق الكفاح الصعب الشاق من جهة، وبأننا قادرون رغم هذا ورغم كل المصاعب والتحديات على تحقيق انجازات عملية ويومية تهم الناس، وتهمنا، ولا ننشغل عنها تحت أي من العناوين الكبيرة- على أهميتها.
سنأتي اليوم إلى الناصرة لأنها تحتل مكانة سياسية بل وشخصية هامة لدى كل واحد وواحدة منا، ففيها شعرت لأول مرة بهالة الأول من أيار وهيبة أجوائه وجبروتها. سنأتي إلى الناصرة للتعرف عن كثب على قصتها، وبحذافيرها، لننقل هذه القصة المثيرة إلى تل أبيب ونحكيها ونعرّي السياسة العنصرية.
سنأتي اليوم إلى الناصرة، ببساطة، لأننا نرى بهذا المخيم الممتد على ثلاثة أيام فرصة حقيقية للمس العمل المشترك.. لأننا تواقون إلى لقاء رفاق لنا من مختلف البلدات والأجيال.. تواقون إلى العمل في الشارع، إلى الفن التقدمي والنقاشات السياسية والفكرية.. تواقون إلى تعزيز العلاقات التنظيمية مع مختلف الفروع والشخصية مع كل الرفاق..
من أجل كل هذا.. نحن في الناصرة!
ألون لي جرين
الخميس 3/7/2008