بساتين زنابق وفل وبيلسان تفتح اكمامها ويضوع عطرها لتشكل زهير في الحياة. سعف نخيل وحزمات غار ونتف رياحين مجدولة في اكاليل تصور زهير الذي كان. من احب الورود يذبل ويموت كالورود اياها. يا اسما على مسمى! لمن تقرع الاجراس ويحرق البخور وتتلى التراتيل والصلوات في هذا النهار الحزيراني القاسي؟ ذهب الذي نحبه! سافر من كان هادئا كرذاذ مطر وكحبات طل على نعناعة. ترك الفانية من كان متفانيا، مثابرا في عمله.. وبنك معلومات، وخزانة معرفة وثقافة. غادر وبسمته العريضة الوضيئة تهدهد محياه كشمس نيسان. شمعة ذابت وأذابت القلوب الوجيعة. عقارب الساعة التي لم تحنث بوعد، ولم تخل بزمان توقفت فجأة، ففوجئت وفاجأت. لا نصدق هذا الرحيل الكاوي! أهكذا يغادر الفرسان؟ بدون سلام.. بدون كلام.. ما اقساك في هذه السفرة! لماذا ترك الصوت الصورة؟.. وهل كنت في سباق مع الضوء والصوت لترحل سريعا سريعا. هل همهمت الهموم؟ واصبح الخل والحامض مشروبك اليومي؟ ايها الاب والاخ والزوج الحاني! هل تعبت من السير في هذه الصحراء اللامتناهية؟ هل طال سواد الليل في عينيك. فآثرت المغيب. نعرفك شامخا كالسنديان اصيلا كالزيتون صابرا كالصبار. لا تصدق العيون ما ترى.. كيف يرحل النسر المحلق في القمم الشماء! نعرف جيدا كم اعطيت وأعطيت واعطيت.. عملت بأمانة واخلاص.. وكنت عنوان الخدمة والمساعدة.. ورمزا للانسان الحضاري، في مكان وزمان يعجّان بقيس ويمن وربيعة ومضر. ونعرف كم عانيت.. وكم شربتها كأسا مرة. لا لشيء الا لأنك تعيش مجتمعا يعبد المادة، ويرى المصلحة الشخصية دينا وديدنا. لم تشك رغم مرارة وقساوة العمل البلدي! ايها الطيب في الناس..! ما جئنا لنبكيك! لكن البكاء سبق المجيء.. سلام عليك!! خيالك في عيني وذكرك في فمي ومثواك في قلبي فأين تغيب؟! ستبقى ذكراك تتضوع بخورا وخزامى.