*أنا "امرأة سعيدة"، آخر أعمالي ومن أجمل ما قدمت، في مسرح الحكواتي*عمل جديد على النار مع كاتب أفغاني*تواصلت مع اليوغا وبركة التوحيد، الريكي علاج عن طريق الطاقة*"نوار" هي نوارتي تُعنى في تطوير جودة الحياة والبيئة في أدوات فنية*"دون كيشوت" مسرحية من أروع ما أعطيت*نحن مهددون دائما في صراع بقاء وندافع عن وجودنا* ظروف حياتية جعلتني اعزز روحانياتي وأوصلها لأهلي وأصحابي*
في بيتها الكائن في كابول وفي ساحة بيتها في الطابق الثالث، حيث تقرع عدة أجراس بنغمات موسيقية بفعل الرياح التي تهب في نفس اللحظات، ومن منظر يطل على سواحل البحر الأبيض المتوسط لترى حيفا وعكا، ووسط الورود والشجيرات الصغيرة، وأنغام على رائحة البخور تشعرك انك داخل معبد هندي..!! هناك، التقيت بالفنانة صاحبة الوجه العربي الأصيل، والذي يحمل جمال الصحراء وقوة الجبال وأنوثة موج البحر الهادر.. إنها نسرين فاعور، التي لها باع طويل في المسرح والتلفزيون والسينما وغيرها..
أعمالها متعددة، قديمة وجديدة، لا أعرف من أين أبدأ وكيف أنتهي، لذلك اخترت أن أبدأ من النهاية..
* انتهت من أمريكا في كندا!
تقول نسرين: عدت إلى البلاد قبل أسبوع فقط، بعد انتهاء تصوير فيلم سينمائي في كندا بعنوان "أمريكا" للمخرجة (الفلسطينية - الأمريكية) شيرين دعبس، والذي تم تصويره في رام الله وكندا، وأقوم بدور البطولة إلى جانب هيام عباس، ويوسف أبو وردة، وعامر حليحل.. التصوير دام شهرا في كندا وفي البلاد لمدة أسبوع.
يوم السبت الماضي 21/6 في سينماتك في تل أبيب، تم العرض الأولي لفيلم "في انتظار صلاح الدين" من إخراج علي نصار، والذي تم إجراء مونتاج ثان وبرؤية أخرى له، تختلف عن العرض الأول الذي قدم سابقا وأصبح اسمه "جمرات الحكاية".
وتضيف: لدي انجاز عظيم في عالم التواصل مع الطاقة الروحانية بعد دراسات في اليوغا، وبركة التوحيد، الريكي وهي علاج عن طريق الطاقة، والأجمل من كل هذا، أنني حصلت على تأشيرة لجمعية "نوار" التي تعنى في تطوير جودة الحياة والبيئة في أدوات فنية، وسيكون في عدة شرائح في المجتمع في أعمار مختلفة رجالا ونساء، اعمل من تحضير إداري وبه مجموعة أصدقاء سنقوم في إرشاد لعدة مشاريع في جودة الحياة والبيئة وتوعية ولفت النظر من ناحية كون ومن ناحية وجودنا كجسم وروح في نفس الوقت.
في نفس الوقت، اكتشفت بأن أدواتي المسرحية لم تكن الأسمى في حياتي حتى أصل إلى نقطة وأبثها في مجتمعي.. وهذا هو سبب عزلتي.
* وماذا عن المسرح؟
- حاليا لا يوجد عندي اي عمل في المسرح، هناك اقتراحات لا اعتقد بأنني سأشارك بها ولكن هناك مشاريع مستقبلية.. لي عمل مشترك مع كاتب أفغاني والموضوع متعلق في الميزانيات، فحلم حياتي أن أشارك في مسرحية ميوزيكل، والمشروع طرح عدة مرات مع المعدين ونبحث عن مكان لإنتاج العمل.
مسرحيدية "امرأة سعيدة" كانت آخر عمل مسرحي قدمته وأعتبرها من أجمل ما قدمت، من إنتاج مسرح الحكواتي وإخراج كامل الباشا وتأليف داريو فو.. وبعدها كان عندي في الميدان، مسرحية "بياض العينين" ثم قمت بعدة أعمال سينمائية، ومن بين المسرحيات التي أعتز بها كانت مسرحية "دون كيشوت" فهي الأروع وقد أنتجها مسرح "جبينة" في حيفا.
* وماذا تفعلين حاليا؟
- حاليا ارتاح من السفر والفيلم، واعمل على مشروع الجمعية، اسمه "نوار" وهذا عمل مستقبلي وخدمة مهمة من اجل مجتمعنا، عندي اهتمامات أخرى عديدة بعيدة عن المسرح رغم ولهي وتولعي الشديد به سافتتح مركز "نوار" للتطوير والتوعية في جودة الحياة والبيئة ومن خلاله سأعمل على عدة مواضيع تهم الإنسان في دائرة كونية ترتبط في الجسد والروح والنفس والبيئة، ويعمل إلى جانبي شركاء مهنيون سنقدم دورات تخص اليوغا والتأمل واكتشاف مراكز الطاقة وتطويرها عند الإنسان حتى التخلص من المعاناة التي نمر بها بشكل حياتي، وسيكون مقره في الناصرة والافتتاح في 27/6/2008 وأول فاعلية سنستضيف معلمين مختصين في بركة التوحد وهي تمرير طاقة كونية للآخر، ولأول مرة سيكون هناك حدث خاص في وسطنا. ورشة عمل ستتنقل في كل البلاد، بهدف الوصول للسلام، فنحن بشر لنا نفس الهموم والمخاوف!
* وماذا مع الإخراج؟
- تعلمت موضوع الإخراج في جامعة حيفا لمدة سنتين. أخرجت مسرحية "آنا كرنينا"لتولستوي ضمن مهرجان مسرحيد، و"حياة النفوس" و"ارديشير" ضمن مهرجان دولي في "ويلز" بثلاث لغات، بهدف بناء مسرح ثنائي اللغة، في مسرح قصصي وشاركني الموسيقي الفنان خضر شاما.
* دخول المسرح من أبوابه العريضة
وتضيف نسرين: أنهيت تعلمي للفن والمسرح في عام 1993 في معهد "الفنون الأدائية"، ومنذ (15) عاما وأنا على خشبة المسرح.. عندما كنت في سن السادسة عشرة، شاركت في مسرحية في أمريكا مع مخرج أمريكي ضمن مخيم صيفي في مكان اسمه ميراث، عرضنا في عدة ولايات وعدة مدن أمريكية، وفي جيل (17) شاركت في مهرجان المسرح الآخر في عكا. ومن هناك بدأت الرحلة المسرحية.
* ألتحدّي بين الأم والفنانة
وتضيف: إصراري وتصميمي على أن أبقى ممثلة وأن لا أكون أما متواجدة كل الوقت في البيت وبالعكس، فهذا تحدّ ما بيني وبين الفكر، لأن الفنان لا يمكن أن ينجح في الحياة الاجتماعية دون التخطيط المسبق، ربيت أولادي تربية مستقلة منذ الصغر، تعودت أن يكون لي حياتي الخاصة كفنانة وحياتي الخاصة كأم وكزوجة وتلقيت المساعدة والمشاركة من زوجي، ومن البداية عرفوا أنني ممثلة وكلنا دفعنا الثمن.. هناك تقبل وهناك نتائج حلوة وعظيمة مررت بها في الفترة الأخيرة، وهذه النتيجة تتمتع بها عائلتي الصغيرة، الأولاد وزوجي نايف.
* ألحالة المسرحية العامة
وعن الوضع المسرحي في البلاد، تقول نسرين: هناك محاولات ومشاريع فنية وثقافية عديدة، توقفت، تصل إلى قمة معينة ولا تتطور بسبب التسويق والميزانيات، والتسويق كان اهم المعوقات لكل المحاولات، حتى في الفرق المهنية أحيانا تصل المسرحية إلى عشرة عروض وأحيانا أقل ومن ثم تتوقف.. يوجد نهضة قوية وهناك فرق أساءت للعمل المسرحي وهناك العديد من الشباب يعملون في هذا المجال.. الدنيا في أمان من ناحية مسرح ولكن ليست كافية.
* ألفنان في عالم الروحانيات
وعن تحولها إلى الروحانيات، تقول نسرين: نحن الفنانين غير بعيدين عن هذا العالم ونحن مرتبطون كبشر وهذه الأسئلة الوجدانية وكل واحد له مرحلته في الدنيا، مررت بحادثة أليمة، حيث فقدت ابني وهو ما زال جنينا- قبل أن يولد بأيام- وهذا ما أوصلني مع فكرة الفقدان فأصبح عندي عدة شحنات وصرت اشعر بطاقة كبيرة، كان عندي حدس قوي وإصغاء إلى الصوت الداخلي وعلمت أنه ممكن تطوير هذه القوة، مررت بعدة مراحل هنا في التعليم مع عدة معلمين معروفين في عالم الروحانيات ولدى معلمة معروفة في أمريكا، والتي فتحت أمامي بابا جديدا وبعدها عرفتني صديقتي على معلمة من استراليا وفتحت أمامي باب الجامعة في الهند ومن خلالها، ظروفي الحياتية جعلتني اعزز هذا الجهاز لتوصيل الطاقة، علاجات في الطاقة، أقدم العلاج لأهلي وأصحابي، تعلمت اليوجا، وأصبحت قادرة على الخروج من عدة مآزق جسدية الأمر الذي فتح أمامي باب الخدمة والمساعدة.
وتعلق: أعشق الورد بأنواعه، أحب الحدائق، أحب زراعة الورد.. حياتي متعلقة بنفس الورود.. اشعر بأنني اخلق أمورا دون أن أتعدى على الخالق، عندما أشارك في الولادة، ومن خلال ذلك ارسم واكتب الشعر، اكتب منذ فترات طويلة جدا، فأنا فنانة متعددة المواهب، أحب الطبخ وهو أيضا فن.. الحياة كلها فن والمتعة أن تجدي من لا شيء شيئا، والألم الروحاني أن تكتشف السعادة في كل شيء.
* امقت التسلق والتملق
تستدرك وتقول: أحيانا اغضب عندما لا يفهمونني بالشكل الصحيح أو تفسر أقوالي حسب أهواء الغير، احيانا تكونين بعيدة وتشعرين أن أحدا يؤذيك إعلاميا أو من أي زاوية أخرى، كالتسلق على ظهري.. ولكنني لا أواجه، مواجهتي تكون بالابتعاد..
* حقائق في دائرة الثقافة العربية
وعن تعيينها في لجنة دائرة الثقافة العربية تقول: الوزير كان يبحث عن نشطاء وقدموا اسمي وكانت الفترة مع تخبط كبير ورأيت عدة حقائق في دائرة الثقافة العربية وقلت إذا كنت استطيع أن أكون في هذا المنصب فلم لا، هذا مكان ممكن أن أساعد به، أنا هناك منذ نصف سنة، في عام 2007 كانت اقتراحات للميزانيات مع موفق خوري كان لنا تأثير نؤثر واستمر حتى 2008 وحاليا أغلق على الطلبات وسيتم النقاش عليها.. وهذه أول مرة تقام في الوسط العربي، هذه المقاييس التي تؤدي إلى تقديم الميزانيات ونحن نؤثر، ومن المعايير نستطيع أن نقرر من يعمل لتطوير الثقافة والفن.
هدفي وانجازاتي الميزانية أصبحت مضاعفة والمقاييس، من (9) ملايين، إلى (18) مليونا وكل نضالنا في المجلس الشعبي أن نأخذ ميزانية أكثر.. وهناك نضالات ويهاجمونني وكأنني أسعى لمصلحة ذاتية ولكني اشعر بأنني اعمل بشكل مهني ومحترم للثقافة العربية والفلسطينية، فمن حق مؤسساتنا العربية أن تأخذ ميزانيات أكثر.
* بماذا تحلم نسرين التي كنا نعرفها بالمتمرّدة؟
- احلم في تأسيس مدرسة تدمج بين الفن والروحانيات، الحب والسلام والله، هو الإيمان العظيم بالخالق الواحد الاحد ونحن جزء منه، أحلم بهذا التغيير، فقد استطعت أن المس الخالق وهذا التحول الذي عندي.
وتضيف: اليوم التمرد لم يبق بنفس الشكل "علي وعلى أعدائي" وبدون تفكير وإعلان الرفض والتمرد فقط.. التمرد عندي بطريقة مختلفة، كياني ووجودي غير مهدد ولست في حالة صراع بقاء دائمة، لا أريد أن أدافع عن وجودي، فأنا موجودة، ولدي الإيمان والثقة الكافية بأنني استطيع أن أغير وأشارك في التغيير من أجل مجتمع أفضل، والمساهمة في خلق جيل جديد يتربع على الحب والسلام في معايشته وليس مجرد تنظير.
تقرير: ميسون أسدي*
الجمعة 27/6/2008