كرنفال الطفولة والسلام 2008: تحية حارة ومساءلة هادئةأمجد شبيطة كرنفال الطفولة والسلام 2008، أو "الكرنفال" مع أل التعريف، صار من ورائنا، انتهى بسلام ونجاح رائعين، فاقا كل التوقعات رغم أنف (وتراكتور) الكارهين. أقلنا إنه من ورائنا؟ نعم، لكن ليس بالضبط! ونحن هنا مصممون على وضع الأمور في نصابها ومنح كل أمر ما يستحق من أهمية واعتبار، ومن هنا، فلن نسمح لتصرف البلدية المشين، على خطورته وسقوطه، أن يصبح هو الحدث، لا، وهي لا حازمة حاسمة وجازمة، بل ولا بأس من دوس الفاء، والانتشاء بواو الجماعة.. "فشروا"! أما الحدث والحدث الجلل فهو البشرى التي بعث بها هذا الكرنفال من جديد، بشرى أن "لِسَّ الدنيا بخير.." بشرى أن في هذه البلدة من هم مصرون على العطاء، على تجاوز العقبات والعراقيل.. على خوض المغامرة، تحمل المسؤولية ودفع الثمن إن لزم الأمر.. هذه هي البشرى التي أكدها رفاقنا الجدعان الأصايل، أبناء الشبيبة الشيوعية في الطيرة.. هم من ربطوا الليل بالنهار، وهم من ترجموا فعلا مقولة شاعرنا الفارس توفيق زياد "وأعطي نصف عمري- نصف عمري مش تراكتور- للذي يجعل طفلا باكيا يضحك".. وهم، هم من رسموا البسمة ومرروا الرسالة النبيلة وهم، هم من رفعوا رؤوسنا.. هم أحباؤنا لهم ولهنَّ كل التحية والتقدير، وكذلك لفرعي الحزب الشيوعي والجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة في المدينة.. نحبكم، لو تعلمون كم!! أما بعد، أعترف: عشت ساعات طويلة حالة غريبة من المزيج الدخيل ما بين الإنتشاء فرحا والتقطع غضبا، وأنا هنا أنتقل للحديث عما بدر من بلدية الطيرة من إساءة، لنفسها أولا وقبل كل شيء، وسأجتهد الآن بدوس المشاعر لأتحدث بهدوء وتروٍ على أمل أن تجد تساؤلاتي ردودا مقنعة من قبل البلدية. ولنبدأ من البداية: كرنفال الطفولة والسلام في الطيرة بات في العقدين الأخيرين تقليدا سنويا ثابتا: يعقد في حزيران من كل عام في المدرج البلدي. والمدرج البلدي منذ نحو خمس سنوات يشكِّل خطرا حقيقيا على كل من يستخدمه أو يمر به بسبب اهمال البلدية له وعدم اصلاح ما لحقه من أضرار نتيجة بناء القاعة الرياضية المجاورة.. ومع ذلك وفي كل عام، تتجند كوادر الشبيبة لترميم المدرج، ولا بأس هنا من التذكير بأننا استأجرنا قبل أعوام جرافة ومعدات خاصة "للتنقيب" عن المنصة بعدما ردمت بفعل البناء المجاور والإهمال المتواصل، حينها أيضا حاولت البلدية منعنا وقطعت عنا الكهرباء دون أن تثنينا، لكنها عادت هذا العام أيضا للاندساس الأبله في نفس الماسورة! ادعت البلدية في هذا العام بأن المدرج خطر لأن هنالك أعمال بناء، وحذّرتنا مشكورة، بل ووضعت يافطات تحذر من الدخول، وأنا أقول بكل جدية بأن هذه الخطوات كلها مسؤولة ومباركة، على الأقل لئلا تتحمل البلدية المسؤولية عن أي حادث كان من المعقول أن يقع في الحفل. لكن هنا لا بد من طرح أسئلة أخرى: ما دام المكان خطرا، فلماذا تبقونه مفتوحا، ولماذا لم تروا بأن من المناسب وضع يافطات التحذير مع بداية العمل؟ علما أن هذه المنطقة تعج بمئات الأطفال يوميا لقربها من المدرسة الإبتدائية والقاعة الرياضية؟ ولماذا كانت هذه اليافطات بائسة ويدوية الصنع؟! أهكذا تتصرف البلديات؟ ولماذا صورتم هذه اليافطات؟ ألم يكن من المجدي أكثر أن تزيلوا مصادر الخطر وهي قليلة؟ وما هي حقيقة هذا البناء الذي لم نر منه منذ شهر ونصف تقريبا إلا بعض الحفر، وخازوقين؟ ولماذا لم يطرأ أي تقدم ولو طفيف منذ أسبوعين؟! ما علينا.. قمتم بما قمتم به لتزيلوا المسؤولية والمساءلة عن أنفسكم وهذا حق لكم، ولكن لماذا امتنعتم عن التوصل إلى أي حل وسط؟ لماذا منعتمونا من استخدام ساحة المدرسة الزهراء رغم استعدادنا لتحمل ما شئتم من مسؤوليات وتكاليف؟ بل وأنتم لم تكتفوا بذلك بل أغلقتم أبواب الساحة المفتوحة يوميا، وأنتم بهذا فرضتم عقوبة جماعية على كل من شارك بالحفل وحرمتموهم من الشرب أو استخدام الحمامات، أهذا أيضا لأمانهم؟ ولماذا هددتم العمال في المؤسسات المجاورة من مدنا بالكهرباء، وما هي هذه السهولة بتهديدهم بقطع أرزاقهم؟! أأكمل؟! طيِّب ولماذا وضعتم تلك الجرافة، التي هددت أكثر من أي خشبة أو قضيب أمان الأطفال، وما الذي قدمتموه- غير حضرة التراكتور- للأطفال في السنة الأخيرة ؟! الأسئلة كثيرة وإجاباتها معروفة، ولا يحتاج أي قارئ إلا القليل من الصدق ليجدها.. ولا بأس أن يتذكر الدعاء الثوري المحبب "اللهم من ظلمني مرة فاجزه ومن طلمني مرتين فاجزني واجزه ومن ظلمني ثلاث مرات فاجزني ولا تجزه..". هذا الكرنفال انتهى بسلام ودون مفاجآت فكل منا عمل بأصله.. هم جلبوا التراكتور، ونحن أثبتنا من جديد صحة مقولة أبي الأمين بأننا البلدوزر.. كل جاد بما لديه.. والقول الفصل للناس.. والناس خير حكم، ورحم الله من حذّر وقال "بوسعكم أن تخدعوا بعض الناس كل الوقت وأن تخدعوا كل الناس بعض الوقت لكنكم لن تتمكنوا من خداع كل الناس كل الوقت".
|