الرئيس التونسي للدول النفطية: دولار عن كل برميل لـ«صندوق التضامن»
دعا الرئيس التونسي زين العابدين بن علي البلدان النفطية، مؤخرا، إلى اقتطاع دولار واحد عن كل برميل نفط، مساهمة منها في دعم «الصندوق العالمي للتضامن»، الذي أقرته الأمم المتحدة اثر مبادرة تونسية. وتأتي دعوة زين العابدين استلحاقا لمبادرته حول «الصندوق العالمي للتضامن». وحث «البلدان النفطية على المشاركة في مجهود التضامن العالمي لدرء مخاطر الجوع في البلدان الأكثر فقرا وظاهرة التهميش والإقصاء التي تنال من كرامة الإنسان وتهدد حياته في العديد من المناطق، إلى جانب آثار الحروب والصراعات المدمرة والكوارث الطبيعية». وحذر الرئيس التونسي مما يشهده العالم اليوم من بوادر اقتصادية ومالية شديدة الصعوبة بسبب ارتفاع أسعار المحروقات والمواد الأساسية، مشددا على «الحاجة إلى أجندة جديدة تنقذ العالم من الاختلالات الاقتصادية التي بدأت تستفحل بين الدول». وأهاب بن علي «بالمؤسسات المالية الدولية والمنظمات العالمية المختصة بالاقتصاد والتجارة العناية بسياسات إنتاج الغذاء البشري في العالم، باعتبار أن الحق في الغذاء هو الحق في الحياة وجزء من حقوق الإنسان الأساسية»، داعيا إلى أن «تحظى الأوضاع الاقتصادية المستجدة في العالم بالأولوية لدى مختلف المؤسسات الإقليمية والدولية». وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة صادقت في 20 كانون الأول 2002 على مبادرة زين العابدين، مؤكدة أنها «تؤيد قرار مؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة إنشاء صندوق عالمي للتضامن من أجل القضاء على الفقر وتعزيز التنمية الاجتماعية والبشرية في البلدان النامية، فيما تؤكد على طواعية المساهمات وضرورة تفادي ازدواج المهام مع صناديق الأمم المتحدة القائمة، وتشجع دور القطاع الخاص والمواطنين في مساعدة الحكومات على تمويل المشاريع». ومنذ إطلاق نداء بن علي لإنشاء «صندوق عالمي للتضامن»، من منبر الأمم المتحدة في عام ,1999 عبر أكثر من 15 محفلا دوليا وندوة إقليمية ودولية عن دعمها لهذه المبادرة. وتدعو مبادرة إحداث الصندوق إلى مواجهة «الفاقة الكبيرة التي يعيش فيها جانب، لا ينفك في ازدياد، من سكان العالم، رغم الجهود المبذولة للحدّ من الفقر». وتأتي مبادرة الرئيس التونسي في «إطار الوعي بتفاقم الفوارق والفقر في العالم، وبأن الفارق بين البلدان الأكثر ثراء والبلدان الفقيرة قد تضاعف مرتين خلال 40 سنة، وان متوسط دخل 20 من البلدان الأكثر ثراء مرتفع 37 مرة أكثر من الدخــل المتوسط للعشرين بلدا الأكثر فقرا». ويهدف «الصندوق العالمي للتضامن» إلى «تعزيز العمل الدولي في مجال مقاومة الفقر». وتتكامل هذه المبادرة مع «الأعمال المنجزة لتطوير مؤسسات التمويل الصغير، وتعزيز تدخل المنظمات غير الحكومية، خاصة في مجال التمويل الصغير أو المساعدة المقدمة إلى البلدان الفقيرة من جانب مانحي الصناديق الثنائية بواسطة وكالاتها أو إداراتها المكلفة بالتعاون من أجل التنمية». وللمبادرة التونسية مجموعة من الخاصيات، منها أنها تدعو إلى التضامن البشري وتقلص العجز والضعف المتواصل في مجال التضامن البشري في العالم، وتساهم في النهوض بالدفاع عن كل حقوق كل فرد وحماية كرامته. وتهدف إلى «تجنيد المجتمع لفائدة مقاومة الفقر، بالدعوة إلى التضامن بين الدول في ما بينها وفي داخلها، بهدف تسخير الموارد والطاقات من أجل المساعدة على تنمية المناطق الأكثر خصاصة». وهي، على صعيد آخر، تستند إلى تجربة تونسية طويلة وناجحة في مجال مقاومة الفقر وتجنيد التضامن الوطني لفائدة تنمية المناطق المحرومة وقاطنيها، فقد نجــحت تونس في تقليص الفقر المالي إلى نسبة 6 في المئة، بعد أن كانت هذه النسبة تقدر بـ40 في المئة في الستينيات. (»السفير»)