من أجل إتمام صفقة تبادل الأسرى
تدل كافة المؤشرات السياسية على أنّ صفقة تبادل الأسرى بين حزب الله وإسرائيل، قد تتم في غضون أيام أو أسابيع. ونحن نشير هنا إلى أهمية هذه الخطوة، وإمكانية إسهامها في فتح أبواب أخرى، قد تنهي الاحتلال الإسرائيلي مثلا لمزارع شبعا اللبنانية. وبحسب المؤشرات فإنّ صفقة الأسرى سوف تشمل أربعة أسرى لبنانيين، على رأسهم عميد الأسرى سمير قنطار، مقابل جنديين إسرائيليين، صدرت تكهّنات عن مصادر إسرائيلية بأنّهما قد يكونان ميتين جرّاء الجراح التي أصيبا بها خلال عملية الأسر. وتأتي هذه التطورات بعد أن خلص رئيس الحكومة ايهود أولمرت إلى ما مفاده أنّ إمكانية الحصول على معلومات عن الطيار المفقود رون أراد باتت شبه معدومة، حيث تصورت إسرائيل أنّه بإمكانها أن تستعمل الأسير سمير قنطار كورقة ضغط من أجل الحصول على معلومات عن أراد وبالوصول إلى هذه النتيجة، يمكننا التكهن بأنّ إمكانية حصول الصفقة في القريب هي إمكانية واردة. لقد كنا من أول من دعا إلى إتمام مثل هذه الصفقة من أجل إطلاق سراح كافة الأسرى اللبنانيين والفلسطينيين والعرب من سجون الاحتلال، ولكن هل يمكننا التأكد بالفعل من أنّ هذه الصفقة ستتم في ظل حكومة غير مستقرة، وعلى شفا الانهيار، حيث تتعالى الأصوات الداعية لحل الحكومة والكنيست، وإجراء انتخابات عامّة وشيكة. ونحن نرى أنّه من الضروري إتمام هذه الصفقة قبل أن يأتي رئيس حكومة مثل نتنياهو ليلغيها، ويعيد الأمور إلى الخانة الأولى. موضوعيّا، فقد يكون رئيس الحكومة قد توصّل إلى نتيجة مفادها بأنّه لا فائدة من الإبقاء على الأسرى اللبنانيين في السجون، وبالتالي يمكن إتمام الصفقة قبل التوجّه إلى الانتخابات، وقبل تحول هذه الحكومة إلى حكومة انتقالية لا يمكنها القيام بخطوات بالغة الأثر. لا نعوّل على حكومة الاحتلال والقتل كثيرًا في قضية إطلاق سراح الأسرى، لذا فنحن بحاجة لاستنهاض همم كافة قوى السلام، العربية واليهودية من أجل أن تكون محرّكًا فاعلا في اتجاه الإفراج عن الأسرى السياسيين من سجون الاحتلال. الثلاثاء 17/6/2008 |