رام الله - وكالات – أكد عبد الناصر فروانة ،الباحث المختص بقضايا الأسرى ومدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى الفلسطينية، أن الحصار المفروض على الأراضي الفلسطينية ولا سيما على قطاع غزة منذ عام، قد امتد ليشمل الأسرى، وسُجل خلاله أفظع الانتهاكات الإنسانية وأكثرها انحطاطاً وقسوة بحقهم.
ولفت في تقرير له إلى أن إدارة مصلحة السجون ومن خلفها حكومة الاحتلال نفذت انتهاكات طويلة بحق الأسرى والأسيرات، اعتبرت أحياناً جرائم ضد الإنسانية وفي أحياناً أخرى جرائم حرب، مضيفا: وفي كل الأحوال اعتبرتها المحافل الحقوقية والإنسانية والدولية منها انتهاكات فظة وجسيمة لحقوق الإنسان الأسير، وخروقات فاضحة لما نصت عليه المواثيق والأعراف والاتفاقيات الدولية.
* خصخصة السجون
وأوضح فروانة أن سلطات الاحتلال وإدارة مصلحة السجون اتخذت خلال عام الحصار العديد من القوانين والقرارات والإجراءات التعسفية الظالمة المجحفة بحق الأسرى من أبرزها قانون "المقاتل غير الشرعي" الذي اتخذ بحق عدد من أسرى قطاع غزة والذي يتيح احتجازهم لفترات طويلة دون محاكمات، إضافة لتفعيل قانون "خصخصة السجون" وتحويلها من القطاع الحكومي العام إلى القطاع الخاص، وقانون جديد أقر في يناير الماضي بالقراءة التمهيدية بالكنيست يمنع بموجبه زيارة سجناء سياسيين ينتمون إلى فصائل تحتجز أسرى إسرائيليين.
* ثمانية آلاف معتقل
وقال التقرير إن قوات الاحتلال اعتقلت خلال عام الحصار قرابة ثمانية آلاف مواطن ومواطنة بمعدل 22 حالة اعتقال يومياً، منهم أكثر من (1500) ألف وخمسمائة من قطاع غزة والباقي من الضفة الغربية والقدس ، مبيناً أيضا أنه سجل خلال نفس الفترة قرابة 2500 قرار اعتقال إداري، ما بين اعتقال جديد وتجديد الاعتقال، وطالت تلك القرارات أطفالا ونساء وشبانا وشيوخا، ونوابا في المجلس التشريعي الفلسطيني، ووزراء في حكومات فلسطينية سابقة.
* الأسرى القدامى
وارتفع عدد عمداء الأسرى ممن أمضوا أكثر من عشرين عاماً إلى 82 أسيرا بعدما كان عددهم 64 أسيرا في حزيران الماضي، وعدد من أمضوا أكثر من 15 عاماً كان في حزيران الماضي 195 أسيرا، ومع نهاية شهر مايو الماضي وصل إلى 278 أسيراً.
* منع الزيارات
وأشار فروانة إلى أن الأقسى كان قرار حرمان ذوي أسرى قطاع غزة وبشكل جماعي من مغادرة القطاع المُحاصر وزيارة أبنائهم في سجون الاحتلال الإسرائيلي، كشكل من أشكال العقاب الجماعي، والذي شكَّل معاناةً قل نظيرها في الوقت الحاضر، واعتبرها بمثابة معاناة مركبة تثقل كاهل الأسرى وأقاربهم في آن واحد ، وحرمهم من تلقي الأغطية والملابس لا سيما الشتوية منها عبر ذويهم وأيضاً عدم تمكنهم من تلقي الأدوية الضرورية التي كانت إدارة السجن تسمح بدخولها أحياناً عن طريق الأهل، مما فاقم من معاناتهم في فصل الشتاء .
وأضاف فروانة بأن هذا القرار هو غير مسبوق منذ العام 1967، وحتى في الأنظمة الأكثر ديكتاتورية في العالم لم نسمع عن قرار رسمي حكومي قد اتخذ يحرم فيه الأسرى بشكل جماعي من رؤية ذويهم لمدة ستزيد عن العام ، مشيراً أيضاً إلى أن قوائم الممنوعين من الزيارة بشكل فردي من ذوي أسرى الضفة الغربية والقدس تحت حجج أمنية واهية أو ما يسمى "المنع الأمني" ارتفعت هي الأخرى بشكل ملحوظ ووصلت إلى بضعة آلاف.
* تصعيد التنكيل
وبيَّن فروانة انه وخلال عام الحصار اشتدت الهجمة على الأسرى وتزايدت أعمال القمع والتنكيل من قبل وحدات القمع وبخاصة "نحشون" و"ميتسادا" التي شُكلت خصيصاً لقمع الأسرى، و كان أعنفها ما جرى في أكتوبر الماضي في معتقل النقب الصحراوي، حيث استشهد المعتقل محمد الأشقر وأصيب قرابة 250 معتقلا بإصابات مختلفة.
وذكر فروانة انه وخلال عام الحصار فقد العشرات من الأسرى أمهاتهم أو آبائهم أو كليهما دون أن يتمكنوا من رؤيتهم، فيما وضعت الأسيرة فاطمة الزق من مدينة غزة مولودها "يوسف" وهي مقيدة بالسلاسل دون السماح لزوجها أو لأبنائها أو لأي من أفراد عائلتها بزيارتها قبل أو أثناء أو بعد الولادة.
* ستة شهداء
وأكد فروانة أن ستة أسرى قد التحقوا خلال عام الحصار بقائمة شهداء الحركة الوطنية الأسيرة، أربعة منهم استشهدوا نتيجة الإهمال الطبي، لترتفع بذلك قائمة الشهداء إلى 195 شهيداً منذ العام 1967 ولغاية اليوم.
الجمعة 13/6/2008