باكستان تهدد بفكّ التعاون مع واشنطن بعد غارة جوية قتلت 44 جندياً ومدنياً !!
قُتل 33 مدنياً و11 جندياً باكستانياً على الأقل، أمس، في قصف صاروخي نفذته قوات أميركية ودولية من أفغانستان، على مناطق باكستانية قبلية حدودية، وأثار غضب إسلام أباد التي وصفته بـ«الجبان»، ملوحة بوقف تعاونها مع حليفتها الاميركية في «الحرب على الارهاب». واحتجّ المتحدث باسم الجيش الباكستاني الجنرال أتار عباس على «هذا العمل الجبان، والذي لا أساس له إطلاقاً»، والذي «دمّر أسس التعاون في الحرب على الارهاب»، فيما أكد التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في أفغانستان، بأن الضربات الجوية التي نفذها في منطقة مهماند القبلية شمال غربي باكستان (حيث أحد معاقل «طالبان» و«القاعدة»)، كانت تستهدف عناصر من حركة «طالبان». وأوضح قائد الشرطة الافغانية في ولاية كونار الافغانية الشرقية المحاذية لمهماند، عبد الجلال جلال، إن «عناصر من طالبان تجمعوا في إقليم سركانو، فخضنا معركة ضدهم بدعم جوي من الحلف الاطلسي، وقتل أو جرح 60 منهم»، مؤكداً أن «17 جثة نقلت إلى باكستان» المجاورة. من جهته، أقرّ المتحدث باسم «طالبان» ذبيح الله مجاهد بمقتل تسعة طالبانيين في القصف، فيما أكد المتحدث باسم «طالبان ـ باكستان»، المولوي عمر، أن مجموعته أسقطت مروحية للتحالف واعتقلت سبعة جنود أفغان. وبررت قوات التحالف غارتها في بيان، قالت فيه إنها أبلغت الجيش الباكستاني، خلال عملية في ولاية كونار الافغانية الشرقية «تم التنسيق لها من قبل مع باكستان»، بأنها تتعرض لاطلاق نار من قوات «معادية لأفغانستان» قرب نقطة تفتيش حدودية في المناطق الباكستانية. وحددت طائرات بلا طيار موقع المسلحين، وأطلقت نيران المدفعية «في دفاع عن النفس»، واستخدمت بعد ذلك الدعم الجوي «حتى تم القضاء على التهديد». لكن باكستان قالت إن قواتها الحدودية أوقفت فجر أمس جنوداً أفغان، كانوا يحاولون إقامة مركز مراقبة داخل الاراضي الباكستانية في مهامند، ما أسفر عن تبادل عنيف لإطلاق النار مع الجنود الأفغان، الذين أكدوا لاحقاً أنهم لم يتجاوزوا حدود أراضيهم. وأكد مسؤول باكستاني إن «صاروخاً أطلق من أفغانستان بعيد منتصف الليل (فجر أمس)، وسقط على مواقعنا، ما أدى إلى مقتل 11 جندياً على الاقل، بينهم ضابط، وجرح تسعة عسكريين». كما أكد النائب الباكستاني عن مهماند خالد فاروق، مقتل 33 مدنياً في الغارة، «بينهم نساء وأطفال ومدرسون وطلاب مدارس». وندد رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني «بشدة» بـ«اعتداء» التحالف، متوعداً باتخاذ «موقف يحفظ السيادة ووحدة أراضي الدولة واحترام النفس». أضاف «لن نسمح بأي هجوم على أراضينا. نحن ندين الهجوم بشكل مطلق وسوف نتعامل مع الموقف من خلال وزارة الخارجية». تزامن الحادث مع إعلان رئيس أركان الجيش الاميركي الاميرال مايكل مولن، أمس الاول، أن أي اعتداء محتمل على الولايات المتحدة سيتم التخطيط له بالتأكيد في المناطق القبلية الباكستانية. وتتهم واشنطن وكابول إسلام أباد، باستمرار، بعدم بذل الجهد الكافي لمنع تسلل عناصر «طالبان» و«القاعدة» إلى أفغانستان، بعدما أعاد هؤلاء تنظيم صفوفهم في المناطق القبلية الباكستانية. وغالبا ما تقع مواجهات حدودية بين باكستان وافغانستان منذ الاطاحة بحكم «طالبان» في أفغانستان في نهاية العام .2001 لكن عملية الامس تعدّ الاعنف حدودياً، والاشد وطأة على باكستان من قبل التحالف. (رويترز، أ ف ب، أ ب)