ليست الجغرافيا فقط ما يجمع بين المغرب وتونس والجزائر، فثمة قاسم مشترك يجمع بين هذه الدول الثلاث، هي البطالة التي يعاني منها الشباب. وقال محللون وناشطون في جمعيات حقوقية، امس، أن «البطالة المزمنة» هي سبب الاحتجاجات العنيفة التي اندلعت أمس الأول في المغرب وتونس والجزائر، والتي أوقعت قتيلا وعشرات الجرحى، بعد مواجهات مع قوات الأمن. واعتبر رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان خالد الشرقاوي السموني أن «البطالة في صفوف الشبان، وآلاف المجازين في المغرب والجزائر وتونس، تشكل القاسم المشترك بين البلدان الثلاثة التي تشهد تظاهرات دورية»، مشيراً إلى أن نسبة البطالة بلغت في المغرب 9.7 في المئة في العام ,2007 فيما بلغت في تونس 14.1 في المئة في العام ذاته. وشهد المغرب، أمس الأول مواجهات عنيفة بين قوات الأمن وشبان عاطلين عن العمل، في سيدي افني، جنوبي غربي الرباط، أوقعت 44 جريحا. وهي ليست المرة الأولى التي تشهد فيها هذه البلدة الساحلية التي تعتاش على صيد السمك، والتي تعد 20 ألف نسمة، مثل هذه الاضطرابات، حسبما قال شاب من البلدة، مذكّراً بأحداث مماثلة وقعت في العام .2006 وكانت أحداث سيدي أفني قد بدأت في 30 أيار الماضي بعد إعلان نتيجة مسابقة لتوظيف ثلاثة أشخاص. وبعد إجراء عملية قرعة، توجه 120 شابا غاضبين إلى الميناء وحاصروه وعطلوا العمل فيه، حسبما روى النائب الاشتراكي عبد الوهاب بالفقيه. وبحسب النائب لحسن اشود فإن «مطالب الشبان ذات طبيعة اجتماعية واقتصادية. فهم يطالبون بتوزيع عادل لثروات المدينة»، فيما قالت مصادر محلية أن الشرطة أوقفت نحو عشرين شابا عاطلاً عن العمل، على صلة بأعمال الشغب. وفي تونس أيضاً، أوقعت مواجهات شهدتها مدينة الرديف الغنية بالفوسفات، جنوبي غربي البلاد، الجمعة، قتيلا والعديد من الجرحى، ما استدعى تدخل الجيش، الذي سحب وحدات حفظ النظام، «منعاً لأي تهديد للنظام العام». وقالت بعض المصادر أن تظاهرة الرديف الأخيرة اندلعت بعد تلاعب مفترض بنتيجة مباراة توظيف نظمتها شركة فوسفات قفصة. وسرعان ما تحوّلت حركة الاحتجاج إلى مواجهات مع قوات الأمن، أدت إلى سقوط قتيل و28 جريحا بحسب مصادر نقابية. (ا ف ب)