أصبح الطريق ممهدا امام المرشحين في السباق الى البيت الابيض، الجمهوري جون ماكين والديموقراطي باراك اوباما، لبدء مرحلة جديدة في حملة الانتخابات الرئاسية التي تنتهي في الرابع من تشرين الثاني المقبل مع انتخاب الرئيس الاميركي الرابع والاربعين. وقبل 11 اسبوعا من المؤتمر العام للحزب الديموقراطي، سيكون على المرشح الاسود الذي وضع اميركا على عتبة التاريخ، ان يقوم بجهد مضاعف للفوز بالرئاسة، اذ انه يواجه حزبا منقسما بشكل حاد، بعد حملة عنيفة مع منافسته السابقة هيلاري كلينتون، حملت كل اشكال التجريح والانتقاد والاستهداف. وأعلنت سيناتور نيويورك، التي بدت لوقت طويل انها الاوفر حظا للفوز بتسمية الديموقراطيين، رسميا السبت تعليق حملتها الانتخابية، واكدت «دعمها الكامل» لاوباما، الذي أشاد بدوره بكلينتون، مؤكدا انها ستضطلع بدور «اساسي» في المرحلة المقبلة من الانتخابات الرئاسية، وكذلك «في السنوات المقبلة». وقرار كلينتون تعليق حملتها وليس حلها رسميا، رغم انه يفتح الباب امام اوباما ليستهل حملته الانتخابية على المستوى الوطني، يعني احتفاظها ببعض السيطرة على مندوبيها، وانه لا يزال بامكانها العمل لتسديد اكثر من 20 مليون دولار من ديون حملتها، بما في ذلك اكثر من 11 مليون دولار اعطتها للحملة من حسابها الخاص. وعقب اشهر من بداية حملة عنيفة احدثت انقساما كبيرا بين انصار الحزب الديموقراطي، بات يتوجب على اوباما ان يجمع شمل هؤلاء للتمكن من العودة الى البيت الابيض بعد ثماني سنوات من رئاسة الجمهوري جورج بوش، رغم ان المهمة تبدو في ظاهرها سهلة مع استطلاعات الرأي التي تشير الى تقدم اوباما على ماكين. وقد وعد كل من باراك اوباما وهيلاري كلينتون بالعمل على توحيد صفوف الحزب ضد الجمهوري جون ماكين، الا ان كثيرين من الـ17 مليون ناخب الذين صوتوا للسيدة الاميركية الاولى سابقا، لا يزالون غير مقتنعين بالتصويت لاوباما، الذي سيكون في حاجة لتأييد ناخبي كلينتون من نساء وعمال ومسنين ومتحدرين من اميركا اللاتينية، لم يصوتوا له في الانتخابات التمهيدية. ومنذ آذار الماضي، حصل ماكين على ترشيح الحزب الجمهوري. ويركز سيناتور اريزونا، وهو احد ابطال حرب فيتنام، على خبرته في قضايا الامن القومي، حيث يعتبر ان الحنكة السياسية تنقص اوباما. وهو قال في فيلم دعائي بدأ بثه الجمعة الماضي في الولايات التي تعتبر اساسية في معركة حسم نتائج الانتخابات «انني مرشح لاحافظ على سلامة وامن هذا البلد الذي احب». من جهته، يؤكد اوباما ان ماكين ليس سوى نسخة عن الرئيس الحالي جورج بوش، مركزا على السياسة الخارجية وخاصة حرب العراق، الى جانب الموضوع الاقتصادي. وقد اختار المرشح الاسود ان يبدأ اليوم الاثنين في رالي في كارولاينا الشمالية، جولة تستمر 15 يوما تخصص للقضايا الاقتصادية، حيث لا يزال شبح الانكماش الاقتصادي يخيم على الولايات المتحدة. الا ان اكثر الامور التي تبعث على التفاؤل بين الديموقراطيين، قدرة اوباما الفائقة على جمع الاموال. ففي نهاية ايار، كان ماكين قد جمع اكثر من 117 مليون دولار. ومنذ بدء حملته، حصل اوباما على هبات كثيرة، وجمع حتى نهاية نيسان 265 مليون دولار. وهي المرة الاولى منذ العام 1996 التي يبدأ فيها مرشح ديموقراطي حملته للانتخابات الرئاسية مع اموال اكثر من منافسه الجمهوري. (ا ب، ا ف ب، رويترز، يو بي آي)