واشنطن تتراجع عن التزامها بتحقيق اتفاق سلام إسرائيلي فلسطيني هذا العام
*رايس تأمل التوصل إلى اتفاق سلام يحدد اطر الدولة الفلسطينية المقبلة دون إصرار على موعد محدد*واشنطن- وكالات- أكّدت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس مساء أول أمس الثلاثاء انها لا تزال تأمل التوصل الى اتفاق سلام يحدد اطر الدولة الفلسطينية المقبلة، لكنها لم تصر على موعد لذلك بعد ان كانت واشنطن تتحدث عن اتفاق خلال العام الجاري. من جهة أخرى، عبرت رايس عن دعم "ثابت" لاسرائيل خلال الزيارة التي يقوم بها لواشنطن رئيس الحكومة ايهود اولمرت الذي يثير مستقبله السياسي غير الواضح شكوكا في مسار المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية. وقالت رايس امام لجنة الشؤون العامة الأمريكية اليهودية (ايباك): "لا نزال نعتقد ان لدينا فرصة للتوصل الى اتفاق حول الاطر الاساسية لدولة فلسطينية سلمية". واضافت: "اعرف ان هذا الامر طموح. لكن اذا تمكنا من تحقيق هذا الهدف بحلول نهاية العام فسيكون هذا الامر اختراقا تاريخيا لمن يؤمنون بالسلام". واكدت رايس ان "الهدف في حد ذاته سيستمر بعد (انتهاء ولاية) الادارة الامريكية الحالية". وسيغادر الرئيس الأمريكي الحالي جورج بوش البيت الابيض في كانون الثاني المقبل، بعد اقل من 14 شهرا على اعادة اطلاق المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين في مؤتمر عقد برعايته في تشرين الثاني الماضي في انابوليس. ويسعى اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس الى التوصل الى اتفاق قبل انتهاء الولاية الرئاسية لبوش في كانون الثاني 2009. ويتناقض خطاب رايس بشكل واضح مع الكلمة التي القتها في اجتماع مماثل عقدته اللجنة الأمريكية اليهودية في 29 نيسان الماضي. وقالت رايس حينذاك: "اعتقد انه لدينا فرصة للتوصل الى اتفاق خلال السنة الجارية حول الاطر الاساسية لدولة فلسطينية سلمية عبر تطبيق الالتزامات الواردة في خارطة الطريق". واكدت رايس ان ثقتها هذه "تستند الى رؤية صحيحة لنهاية النزاع" وليس الى "تفاؤل اعمى او سذاجة متعمدة". الا ان البيت الابيض شدد على الجهود من اجل التوصل الى "دولة فلسطينية محددة" قبل نهاية السنة وقللت من أهمية القلق بشأن مستقبل أولمرت السياسي. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو: "هذا ليس هدفنا. الرئيس بوش يركز على الصورة الشاملة لذلك لا يكرس وقتا طويلا للقلق في هذا الشأن بل يركز على سبل التوصل الى اقامة دولة فلسطينية محددة قبل نهاية السنة الجارية". ويعقد أولمرت الاربعاء لقاء مع الرئيس الأمريكي لإجراء محادثات لم تدرج بعد على جدول أعمال بوش في البيت الابيض، بينما يواجه رئيس الحكومة الإسرائيلي دعوات الى الاستقالة في بلده. وقالت بيرينو: "اعتقد ان هدفنا عندما يأتي اي مسؤول اسرائيلي هو اولا تأكيد التزامنا باسرائيل"، موضحة ان الهدف الآخر هو "محاولة تحديد دولة فلسطينية قبل نهاية العام الجاري". وفي خطابها الثلاثاء، عبرت رايس عن تقديرها لتركيا على دعمها تحريك المفاوضات بين سوريا واسرائيل لكنها اكدت ضرورة الا تشغل هذه المفاوضات الدولة العبرية عن محادثاتها مع الفلسطينيين. وقالت الوزيرة الأمريكية ان "الامر الاساسي هو السير في كل طرق السلام لكن مع التركيز على المسار الفلسطيني لأنّه الأكثر تقدما ولأنه يلقى دعم الأسرة الدولية بأكملها". من جهته، دعا رئيس الوزراء الاسرائيلي في خطابه امام اللجنة الى وقف الطموحات النووية الايرانية "بكل الوسائل الممكنة"، مؤكدا ضرورة تحذير ايران من الآثار المدمرة لهذا البرنامج. وقال اولمرت "يجب وقف التهديد الايراني بكل الوسائل الممكنة". واضاف ان "العقوبات الاقتصادية والسياسية الدولية على ايران، ايا تكن اهميتها، ليست سوى خطوة اولى ويجب تعزيزها بشكل كبير". واكد ان المحادثات غير المباشرة التي جرت بين اسرائيل وسوريا مؤخرا بعد توقف دام ثماني سنوات يمكن ان تؤدي الى تقويض "طموحات ايران المعلنة بتحقيق تفوق عسكري وهيمنة على المنطقة". واضاف ان "سوريا تشكل حاليا تهديدا للاستقرار الاقليمي لكنها اذا اختارت في نهاية المطاف اقامة علاقات سلمية مع اسرائيل يكون عليها من اجلها الانفصال عن حلفائها في محور الشر، فسيشكل ذلك تغيرا كبيرا واستراتيجيا في الشرق الاوسط باكمله". وتابع اولمرت ان "رد ايران السلبي على هذه العملية يمكن ان يشكل مؤشرا على المكاسب التي تنطوي عليها".
الخميس 5/6/2008 |