السفير - أكد رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان، «أنه ليس أمام اللبنانيين إلا الحوار مهما عظمت المشكلات، وذلك بهدف الوصول إلى حلول لها»، وقال: إذا صعب تأليف الحكومة فلنتحاور من أجل إيجاد الحل المناسب. وأكد «ان لبنان بلد محب للسلام، والسلام لن يتحقق إلا باكتمال التحرير». وشدد «على أن لبنان لن يخضع للإرهاب الذي لن يرهب أيضاً المؤسسات العسكرية والأمنية»، وقال: كما لم نخضع للعدو الإسرائيلي، لن نرضخ للإرهاب أيضا، لأن لبنان بلد النضال والتصدي، وهو تصدى لإسرائيل وقاومها ونجح في مقاومتها. ولا مجال اليوم للتهاون مع الفوضى، وخصوصاً مع الإرهاب، لأنه يشوه سمعة لبنان والعرب والمسلمين.
مواقف الرئيس سليمان جاءت خلال لقاءاته امس، التي تنوعت بين قيادات روحية وأمنية جاءت للتهنئة بانتخابه. وكان اللافت استقباله الأسير المحرر نسيم نسر.
مطارنة الكاثوليك
واستقبل الرئيس سليمان، بطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام على رأس وفد من مطارنة الطائفة ورؤسائها العامين المشاركين في أعمال السينودس المقدس لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك المنعقد في المقر البطريركي في عين تراز، وخلال اللقاء ألقى البطريرك لحام كلمة هنأ فيها الرئيس وقال: نحب أن نشدد على أن الوضع في لبنان سبب قلقا كبيرا لنا جميعا، ونحن على يقين أن وحدة لبنان وتضامن أبنائه وحل أزمته الحالية هو مفتاح لحل مجموعة كبيرة من أزمات المنطقة. لا بل إننا نعتقد أن التوافق الحقيقي بين لبنان وسوريا هو محوري في كل قضايا الشرق العربي. والواقع أن الأوضاع بين لبنان وسوريا من جهة، وفلسطين واسرائيل من جهة اخرى مترابطة. وهذه البقعة هي مفتاح السلم في المنطقة كلها، لا بل في العالم أجمع.
ونوّه البطريرك لحام بخطاب القسم للرئيس المنتخب، وأضاف اليه شعار «العودة الى الوطن واجب»، متمنياً للرئيس التوفيق في قيادة لبنان الى الاستقرار.
ورد الرئيس سليمان مرحباً بالبطريرك لحام والأساقفة والرؤساء العامين، وقال: يجب أن نعود الى الحوار حول كل مشاكلنا. فمهما عظمت المشكلات يمكننا أن نتحاور حتى نصل الى حلول لها. اذا صَعُبَ تأليف الحكومة فلنتحاور. هناك دول كبرى تعذر فيها تشكيل حكومات خلال أسبوع أو أسبوعين، أو أكثر، إلا أنه في النتيجة تم إيجاد الحل من خلال الحوار، ونحن بالأمس القريب شاهدنا بعض هذه الأمثلة.
وأضاف: لبنان يحب السلام. لبنان البلد المتنوع المتسامح، التعددي، مبني على السلام، ولا يمكن أن يكون هدفه إلا السلام. ولكن السلام لا يتحقق إلا بالتحرير. فلنتحد معاً، ونلتفت الى نقاط القوة التي لدينا حتى نكمل تحرير وطننا، فنكون رواد السلام وليس فقط ساعين أو مشتركين في عملية السلام.
وبعد اللقاء تحدث البطريرك لحام فقال: نحن، اذ نعقد السينودس المقدس، ونعالج فيه أوضاع كنيستنا، نعكس برنامج عمل الرئيس وما سيقوم به. كما سعدنا بخطاب القسم الذي أعلن فيه الثوابت اللبنانية.
أمن الدولة
والتقى الرئيس سليمان وفد قيادة أمن الدولة برئاسة العميد الياس كعيكاتي، الذي قدم التهاني الى الرئيس سليمان.
وتحدث سليمان الى الوفد عن ضرورة مكافحة الإرهاب، وأضاف: الإرهاب يضرب لكي يرهب الناس. وفي الدرجة الأولى يجب أن لا يرهب الإرهاب المؤسسات العسكرية والأمنية. لا مشكلة مع التضحيات، فأنتم تضحون لحماية أهلكم وأولادكم. يجب أن تكونوا على استعداد دائم للتضحية حتى نهاية الطريق. مبدأ الإرهاب هو: اقتل شخصا ترهب 10 آلاف. الأمر الأسوأ هو أن نخضع للإرهاب. ونحن لن نخضع له. لبنان بلد مناضل، وبلد التصدي. وهو تصدى لإسرائيل، وعانى منها، وقاومها، ونجح في مقاومتها. الإرهاب هو كإسرائيل، وهو سيئ مثلها، ولهما الأهداف نفسها. لذلك لن نرضخ للعدو، ولا للإرهاب. وهذا الأمر طبعا ليس فقط مسؤولية القوى الأمنية، بل ايضاً المجتمع المدني. فهذا المجتمع يقاوم ايضاً، وهو برهن أن بإمكانه المقاومة والصمود، والوقوف الى جانب القوى الأمنية في كل المراحل والمجالات. وشاهدتم وقفة الشعب اللبناني الى جانبكم من شماله الى جنوبه الى بقاعه.
وشدد على التعاون بين الأجهزة الأمنية كلها لمواجهة الإرهاب. وقال: لا مجال اليوم للتهاون مع الفوضى والإرهاب، وخاصة الإرهاب، لأنه يشوه سمعتنا، وسمعة العرب والمسلمين ولبنان، وهو يتخذ من القضية الفلسطينية المقدسة مبرراً له. لا، الإرهاب غير مبرر، رفضته كل الأديان، وشجبه كل العلماء والمرجعيات الدينية، لذلك علينا أن نكون شرسين مع الإرهاب. واذا استهدف الإرهاب مكانا سياحياً، فيجب على باقي الأمكنة أن لا تقفل، واذا استهدف لا سمح الله، إحدى المدارس فيجب على باقي المدارس أن لا تقفل أبوابها. لا مكان للمترددين في هذا الموضوع، ويمكنكم إرسال هؤلاء للخدمة في قطعة اخرى.
سفراء
دبلوماسياً، استقبل الرئيس سليمان سفير الكويت في لبنان عبد العال القناعي، الذي نقل الى رئيس الجمهورية تهاني أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وتمنياته له بالتوفيق في مهمته الوطنية، مؤكداً «دعم الكويت للبنان في كل المجالات». وحمل اليه دعوة من أمير الكويت لزيارة بلاده، كما سلّمه رسالة تهنئة من ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، واخرى من النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع جابر مبارك الحمد الصباح.
وحمّل الرئيس سليمان السفير الكويتي شكره الى أمير الكويت مقدراً الدور الذي لعبه في المساعدة على الوصول الى اتفاق بين اللبنانيين والدعم الذي تقدمه الكويت للبنان في كل المجالات، مؤكداً الحرص على تعزيز العلاقات الأخوية.
وقال الرئيس سليمان: إن لبنان يتطلع الى مجيء الإخوة الكويتيين لتمضية فصل الصيف بين أهلهم في الربوع اللبنانية، فأوضح السفير القناعي أنه تمت زيادة عدد الرحلات الجوية بين الكويت ولبنان لاستيعاب الراغبين في قضاء العطلة الصيفية في لبنان.
واستقبل الرئيس سليمان سفير ايطاليا في لبنان غبريال كيكيا الذي جدد تهاني رئيس الجمهورية الايطالية والحكومة الايطالية بانتخابه رئيساً للجمهورية، وعرض معه سبل التعاون بين البلدين في كل المجالات. وشكر الرئيس سليمان للسفير الايطالي ما قدمته بلاده للبنان من دعم في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والعسكرية والإنسانية، لا سيما المشاركة الفاعلة في القوات الدولية العاملة في الجنوب.
وبعد اللقاء قال السفير الايطالي: أكدت للرئيس كم أن ايطاليا تشعر بالارتياح لانتخابه على رأس الجمهورية اللبنانية من المجلس النيابي، في هذا الظرف الدقيق من تاريخ لبنان، وذلك عقب التوصل الى اتفاق الدوحة. وتمنيت له، ولرئيس مجلس الوزراء، كل التوفيق في تشكيل الحكومة اللبنانية العتيدة، وفق روحية اتفاق الدوحة الذي يرتكز على وفاق لبناني ـ لبناني.
وأكد استمرار الدعم الايطالي للجيش اللبناني، «لأنه يمثل العمود الفقري الأساسي لكل ديموقراطية، وهو ضمانة لسلطة الدولة». وقال: نحن نأمل بوجود جيش لبناني قوي.
كما أكد التزام إيطاليا العمل ضمن القوات الدولية في جنوب لبنان، من أجل تنفيذ كل بنود قرار مجلس الأمن الدولي ,1701 بالتعاون مع الجيش اللبناني.
نسيم نسر
واستقبل الرئيس سليمان الأسير المحرر من السجون الاسرائيلية نسيم نسر، ترافقه والدته السيدة فالنتينا نسر وشقيقه عمران، والنائب حسن حب الله، والمسؤول عن ملف الأسرى في «حزب الله» الشيخ عطا الله حمود.
وهنأ رئيس الجمهورية الأسير نسر بتحرره، مقدراً المعاناة التي عاشها في الأسر، ومؤكداً التزامه العمل لتحرير سائر الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية.
وقدم الأسير نسر هدية تذكارية الى رئيس الجمهورية، الذي سلمه بدوره درع رئاسة الجمهورية ومن خلاله الى كل مقاوم وأسير.
والتقى الرئيس سليمان، رئيس مجموعة الخرافي ناصر الخرافي، ورئيس مجموعة الغانم للاستثمار قتيبة الغانم، وتداول معهما في الأوضاع العامة وسبل تفعيل الاستثمارات العربية في لبنان والظروف المؤاتية لذلك.
كما استقبل رئيس اتحاد بلديات جبيل فادي مارتينوس.
الى ذلك، تلقى الرئيس سليمان برقيات تهنئة لمناسبة انتخابه، أبرزها من وزيرة الداخلية الفرنسية السيدة ميشال اليو ـ ماري.
الأربعاء 4/6/2008