وداعا يا ابا القاسم...! يا خالد يا ابن القاسم...! أنت خالد في فكرنا ووجداننا. يا من قضيت حياتك نحو الخير تسرع ولا تبغي عنه حولا أو تبديلا... ولكن وكما قيل، فان الاعمار بيد الله، يطيلها ويقصرها حسب المشيئة الالهية التي ينصاع اليها كل المؤمنين بالله في هذا العالم انى وجدوا وعلى مر العصور....
الم يقل الله في كتابه العزيز في سورة آل عمران "وما كان لنفس أن تموت الا باذن الله كتابا مؤجلا". صدق الله العظيم.
يا ابا القاسم! لن اقول الا ما عهدته فيك من صفات واخلاق حميدة. لقد عرفتك منذ سنة 1945 حسب تقديري، حيث كنت اسبح يومها في مياه وادي الملك في فصل الربيع مع صحبة من الاولاد الصغار من آل المونديه الذين كانوا يسكنون في قرية "هوشة" آنذاك. وقد كنت أصحب اؤلئك الصبية لالعب وارتع معهم. ويومها اذكر جيدا كيف توجهت الي بكل ادب ولطف واحترام، وقلت لي بلهجة تلك البلاد المحيطة بوادي الملك (قرية هوشه وراس علي والكساير) :انت قريبي ومن بلدي هلا علنت ان اصلي يرجع الى أل نعمة الكرام من عائلة الاسدية المحترمة وقلت لي داعيا اياي: هلا زرتنا في بيتنا الكائن "براس علي" ....
وفي المساء عندما رجعت الى قرية هوشه (منطقة شفاعمرو)، قصصت لوالدي ( رحمة الله عليه)، ما حدث لي معك فزاد اعجابه بك وقال لي حرفيا وبكل تاكيد: الله يوفقه لاهلة هذا الشاب الصغير، أتوسم فيه كل الخير وسيسد الفراغ مكان ابيه، الذي توفي وحرم من رؤية ابنه، فنعم هذا الخلف الصالح الذي يتحمل المسؤولية بجدارة منذ الضغر ويشعر جميع من حوله انه (قد الحملة وزيادة).
وهكذا كان فلقد سددت الفراغ الذي تركه والدك واشعرت العائلة جميعها انك مصمم لحمل الراية البيضاء، التي ان دلت على شيء فانها دلت على نيتك الطيبة تجاه كل من عرفوك ... .
وبصراحة متناهية، عندما رأيتك في قريتنا في اوائل سنة 1949 ذكرت هذا لوالدي الذي اتم حديثه قائلا : هذا الشاب يسوى ثقله، الله يوفقه وياخذ بيده ويعينه على كل الصفات الحميدة .
لقد بغيت الخير لكل من هم حولك وكنت مستعدا لمساعدة الغير وتلبية النداء، وعمل كل ما تستطيعه اذا اشير لكم فقط بالبنان .
ويوم رجعت الى مسقط راسك (راس علي) كنت مصدر خير وبركة لكل من عرفك من هذه البلدة العزيزة على كل ساكنيها.... فعملت مع الغير حتى تم الاعتراف بقريتكم وربطموها بالماء والكهرباء، وحصلتم على حقوقكم المشروعة التي دعمها كل المتعقلين من مجتمعنا آن ذاك.
لن انسى الثناء والمديح الذين كالهما لك مدير المدرسة أن ذاك، الاستاذ حميد عواد حيث قال لي اكثر من مرة:أبو القاسم أخ كريم ساعدنا في تربية النشء الجديد في قرية راس علي (راس علي) على مكارم الاخلاق الحميدة، يكفيه فخرا انه ساعدنا بكل ما تعنيه الكلمة، وربى اولاده وكل اولاد قريته على التعاون والسعي لعمل الخير، في جميع مجالات الحياة.
وفي ختام كلمتي هذه،لا أستطيع الا ان اقتبس من قوله تعالى في سورة الفجر" يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية، فادخلي في عبادي وادخلي جنتي."
رحمة الله عليك يا من آمننت بالله وقدره وما يدبر لعباده، حيث كنت اسمعك تردد وتقول:" كل شيء من عنده تعالى، حلو ومقبول، ولا يرفض له مدلول، لان الله ادرى بعباده وهو على كل شيء قدير... .
(دير الاسد)
محمود حجازي *
الثلاثاء 3/6/2008