في الضفة: الخنازير البرية سلاح الاحتلال الجديد!
* الحيوانات الشرسة تقوم بدور المستوطنين وتعبث بلقمة عيش الفلسطينيين وأمنهم * سلطات الاحتلال تمنع دخول السموم الخاصة بمكافحة الخنازير إلى الأراضي الفلسطينية * رام الله (وفا) - كتب محمد أبو بكر - باتت ظاهرة الخنازير البرية، التي تطلقها قوات الاحتلال في مناطق مختلفة من الضفة الغربية، تهدد أمن المواطنين وتلاحقهم في لقمة عيشهم وقوتهم اليومي. وقال مواطنون من محافظات رام الله وطولكرم وسلفيت، إن قوات الاحتلال أطلقت العنان للخنازير البرية، لتقوم بما عجز المستوطنون عن القيام به، فهي تدمر الحقول والمحاصيل الزراعية، وتهدد حياة المزارعين. وأشار جيفارا سمارة من قرية بيت عور غرب رام الله إلى أن الخنازير هاجمت المواطنة آمنة طليب (60 عاما) من القرية، خلال تواجدها في أرضها، وأن تدخل المواطنين أنقذ حياتها بأعجوبة، وخرجت بجروح بسيطة. وأضاف أن هذه الخنازير التي تطلقها سلطات الاحتلال من مستوطنة "بيت حورون" المقامة على أراضي المواطنين، دمرت المحاصيل الزراعية للمواطنين، وكسرت الأشجار المزروعة، وتسببت لهم بخسائر فادحة، وأن عددا منهم بات يحجم عن زراعة أرضه لعلمه المسبق بالنتيجة الحتمية وهي تخريب مزروعاته من قبل الخنازير. وحال قرية بيت عور هو حال العديد من قرى رام الله وخاصة صفا، وبيت سيرا، حيث هاجمت خنازير مستوطنة "كفار روت" المقامة على أراضي قرية صفا، حقول المزارعين وألحقت بها خسائر كبيرة. وقال المزارع نبيل مصطفى من صفا، إن الخنازير البرية هاجمت أرضه المزروعة بالفقوس والخضار، التي تبلغ مساحتها سبعة دونمات، ودمرت جزءا كبيرا من محصوله. وأعرب عن خوفه الشديد من شراسة هذه الخنازير التي مزقت كلاب الحراسة التي وضعها لحراسة أرضه، ما يشير إلى شراستها وتهديدها الكبير لحياة المواطنين وأمنهم، والذين أصبحوا متخوفين من انتشار هذه الظاهرة التي تهدد حياتهم. فيما أفاد المزارع إبراهيم صلاح من صفا بأنه فوجئ بالخنازير البرية تنتشر في حقله وتعيث فيها خرابا، وأنه لم يستطع أن يفعل شيئا سوى الهرب منها خوفا من أن تهاجمه، منوها إلى أنها دمرت جزءا كبيرا من مزروعاته. وكانت قطعان الخنازير التي يطلقها مستوطنو "أريئيل"، هاجمت الحقول الزراعية في محيط مدينة سلفيت ودمرت محاصيل القمح والشعير، وكسرت عددا كبيرا من الأشجار وأكلت ما عليها من ثمار وتركتها أثرا بعد عين، وذلك للسنة الثالثة على التوالي، ما تسبب في عزوف عدد من المزارعين عن زراعة أراضيهم في السنوات الأخيرة، لقناعتهم بحتمية تخريبها. وقال مواطنون من محافظات مختلفة إن هذه الخنازير يتركز تواجدها في أراضي المواطنين القريبة من جدار الضم والتوسع العنصري، ما يدلل ويؤكد وبشكل قاطع أن سلطات الاحتلال نشرتها لإرغام المزارعين على ترك أراضيهم تمهيدا لمصادرتها والاستيلاء عليها. وأقرّت مديرة زراعة رام الله والبيرة إيمان جرار بصعوبة محاربة ظاهرة الخنازير البرية من قبل وزارة الزراعة، وخاصة أن سلطات الاحتلال تمنع دخول السموم الخاصة بمكافحة الخنازير إلى الأراضي الفلسطينية. وترى أن محاربة هذه الظاهرة تكمن بالضغط على الجانب الإسرائيلي من أجل الكف عن إطلاق العنان لهذه الخنازير لمحاربة المواطنين في لقمة عيشهم وفي أمنهم أيضا، والسماح بإدخال هذه السموم إلى الأراضي الفلسطينية. وقالت جرار إن هذه الظاهرة منتشرة في الغالبية العظمى من قرى رام الله والبيرة، عدا عن محافظات مختلفة من الوطن. وأشارت إلى أن عددا كبيرا من المواطنين وخاصة في قرية بيتلو قرب رام الله، لا يجرؤون على الخروج من منازلهم في ساعات الليل، حتى لدورات المياه الموجودة خارج منازلهم بسبب خوفهم من أن تهاجمهم هذه الخنازير. ويرى مواطنون ومزارعون في مناطق مختلفة من الضفة الغربية، أن هذه الظاهرة بحاجة إلى وقفة وطنية شاملة، لأنها باتت تعبث بلقمة عيشهم وبقوت أطفالهم وبأمنهم الشخصي، مناشدين كافة المؤسسات الرسمية والشعبية والجهات المعنية التنبه لهذا الخطر والتكاتف لمقاومة هذه الظاهرة التي تفوق قدرة المزارعين.
الأثنين 2/6/2008 |