العراق: آلاف الصدريين يتظاهرون ضد «المعاهدة»
طهران تحث العراقيين على «مقاومتها بشجاعة»لبى عشرات الآلاف من العراقيين، أمس، دعوة زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر إلى التظاهر بعد صلاة الجمعة، في بغداد وعدد من المدن العراقية، رفضاً لتوقيع «المعاهدة الاستراتيجية» بين واشنطن وبغداد، التي تسمح للاحتلال الأميركي بإبقاء قواته لفترة طويلة في العراق. إلى ذلك، دعا الرئيس المؤقت لمجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، في مدينة قم، العراقيين إلى مقاومة إبرام «المعاهدة». وقال «على الشعب العراقي أن يقاوم بشجاعة اتفاق الأمن الأميركي، كما قاوم المحتلين حتى الآن»، مجدداً أن «انسحاب المحتلين هو الطريقة الوحيدة لإحلال الأمن في العراق»، واصفاً «المعاهدة الأمنية» بأنها «تحد يهدد الشعب والحكومة العراقيين». وفسّر متحدث باسم التيار الصدري عدد المشاركين المنخفض نسبياً في التظاهرات نسبة إلى التظاهرات السابقة، بالقول إن الاحتجاجات انتشرت على نطاق واسع في أنحاء البلاد، لكن قوات الأمن منعت المسيرات في بعض المناطق. ونظم التيار الصدري تظاهرات في مدينة الصدر والكاظمية وأبو دشير في بغداد، شارك فيها الآلاف، وهم يحملون صور الصدر ولافتات كتب عليها «لبيك لبيك يا عراق»، و«لا للاتفاقية المشؤومة لأنها تدعو لتمزيق العراق وجعله تابعاً لإدارة الاحتلال الظالمة»، و«الاتفاقية مصادرة للسيادة في العراق»، و«الاتفاقية إعلان حرب على الشعب العراقي وأسوأ من الاحتلال». وهتف المتظاهرون «كلا كلا أميركا... كلا كلا احتلال». وقال العضو البارز في التيار الصدري الشيخ مهند الغراوي، في خطبة الجمعة في مدينة الصدر، إن «الاتفاقية تقيّد العراق وتعطي 99 بالمئة من البلاد لأميركا». وأضاف أن الاتفاق «سيضع (شخصا) أميركيا في كل بيت عراقي». وحذر دول الجوار، قائلا إن «الاتفاقية ستأتي على إيران والكويت والسعودية ودول الجوار». وفي الكوفة والنجف، تظاهر الآلاف بعد صلاة الجمعة، رافعين لافتات كتب عليها «الاتفاقية المشبوهة احتلال دائم للعراق»، و«لا يحق لحكومة الاحتلال إبرام الاتفاقية ونحن سنبقى رافضين لها ولو كلفنا هذا الدماء». وقال العضو في التيار الشيخ أسعد الناصري، في خطبة الجمعة في جامع الكوفة، «على الحكومة ألا تقدم بنفسها على توقيع الاتفاقية، وعلى البرلمان والجهات السياسية والدينية أن تقف دون تحقيق الاتفاقية»، مؤكدا أنها «ستضع العراق في نفق مظلم». وفي البصرة والكوت، تظاهر مئات العراقيين، في ظل إجراءات أمنية مشددة. وقال العضو في التيار الصدري ستار البطاط إن «الاتفاقية تعني الوصاية والانتداب على العراق، والتيار الصدري يرفضها جملة وتفصيلا». وفي ستوكهولم، قال رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السويدي فريدريك راينفيلت، إن حكومته تعمل على تشجيع المواطنين على العودة إلى العراق. وأضاف «حين يصبح هناك مزيد من الأمن، ومزيد من الوظائف، نعرف بالفعل أن عشرات الآلاف من الأسر في كل الدول التي عبرت عن رغبتها في العودة». وذكرت وكالة «مهر» أن المالكي بحث مع وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي، تعزيز التعاون بين طهران وبغداد.(»مهر»، أ ف ب، أ ب، رويترز)
السبت 31/5/2008 |