المتحدث السابق باسم بوش يفضح أخطاءه: تلاعب بالرأي العام ويعمل في فقاعة صابون
الرئيس الأميركي جورج بوش سوّق لحرب العراق عبر «حملة دعاية سياسية» بدلاً من الصدق، بهدف «التلاعب بالرأي العام» وتقليص سلبيات الحرب، و«حجب حقيقة» ما يجري فيها. الكلام ليس لأحد خصوم بوش، بل للمتحدث السابق باسمه سكوت ماكليلان، في كتاب جديد له نشرت مقتطفات منه في الصحف الأميركية أمس. ويشن الكتاب، الذي يصدر الأسبوع المقبل تحت عنوان «ما حدث: دهاليز البيت الأبيض البوشي وثقافة الخداع»، حملة لاذعة ضد أهم وجوه البيت الأبيض: فيصف وزيرة الخارجية كوندليسا رايس بأنها بارعة في تحويل المسؤولية والخطأ، ويطلق على نائب الرئيس ديك تشيني لقب «الساحر» الذي يدير السياسة من الكواليس من دون ترك بصمات. ويمثّل هذا الكتاب ضربة قوية لبوش، كونه يصدر عن رجل لحق به من ولاية تكساس إلى واشنطن. ويقول ماكليلان (40 عاماً) الذي دأب على الدفاع عن سياسة البيت الأبيض في لقاءاته الصحافية، في الكتاب، إن بوش «زعيم بعيد عن الواقع يعمل في فقاعة صابون، ويرفض بعناد الاعتراف بأخطائه». وإن كان ما يزال «معجباً بالرئيس بوش»، لكن الأخير «فشل في أن يكون صريحاً ومباشراً بالنسبة للعراق، وتسرع إلى الحرب من دون تخطيط وتحضير مناسبين لفترة ما بعد الاجتياح». كما يكتب ماكليلان أن حرب العراق «لم تكن ضرورية» وقرار اجتياحه «كان خطأ استراتيجياً كبيراً»، معتبرا أن بوش «ومستشاريه خلطوا بين الدعاية ومستوى الصراحة والنزاهة الضروري لبناء دعم الرأي العام والمحافظة عليه في زمن الحرب». وفي هذا الإطار حصل بوش «على نصائح سيئة جدا من كبار مستشاريه، ولا سيما الضالعين مباشرة بشؤون الأمن القومي». ويتهم المتحدث السابق مباشرة كبير الخبراء الاستراتيجيين والمستشار السابق للرئيس كارل روف، ونائب كبير موظفي البيت الأبيض لويس «سكوتر» ليبي، بأنهما خدعاه و«شجعاه على الكذب المتكرر» بشأن عدم ضلوعهما في فضيحة الكشف عن هوية العميلة السابقة في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية («سي اي ايه») فاليري بلايم. كما ينتقد ماكليلان بقوة موظفي البيت الأبيض بشأن معالجتهم الكارثية لإعصار كاترينا في عام ,2005 حيث «أمضوا الجزء الأكبر من الأسبوع الأول وهم في حالة إنكار». وفي وقت لاحق، ردّ روف الذي صار معلّقاً سياسياً لدى شبكة «فوكس نيوز» الأميركية، بالقول إن ماكليلان «غير مسؤول» و«مخطئ» في التهم التي كتبها ضده، وبأنه «كان ينبغي أن يتكلم» قبل ذلك إذا كانت لديه أي اعتراضات أخلاقية على سياسات البيت الأبيض وتصرفاته. وكان ماكليلان قد استقال من البيت الأبيض في 19 نيسان من عام ,2006 بعد ثلاث سنوات من العمل كمتحدث باسم بوش، وذلك في إطار عملية «تغيير شاملة» قادها مدير موظفي البيت الأبيض الجديد جوشوا بولتون، أدت إلى تخلّي روف أيضاً عن منصبه. (أ ف ب، أب، رويترز)