عرابة البطوف ـ من مفيد مهناـ في عُرس وطني، معطر بشذى الحرية والزغاريد ورش الأرز، وهتاف الصمود والأغاني الوطنية، والأعلام الفلسطينية، استقبل يوم أمس الأربعاء أهالي عرابة ابنهم الأسير المحرر سكرتير عام حركة أبناء البلد محمد كناعنة بعد قضاء أكثر من أربع سنوات في السجون الإسرائيلية بتهمة سياسية أبت المخابرات إلا اعتبارها قضية أمنية، قائمة على الاتصال بمنظمات تعتبرها إسرائيل "معادية" (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين).
ومنذ ساعات الصباح أخذت الوفود تصل الى بيت ذوي كناعنة للتهنئة بعد ان تم تزيين الشوارع باللافتات والأعلام الفلسطينية بانتظار وصول عريس الحرية.. وما ان وصل حتى أحاطت به الحشود وانطلقت من حوله الزغاريد والهتافات في مشهد مؤثر.
وكانت "الاتحاد" التقت بعمه توفيق كناعنة فقال إن ابنهم محمد سجن بسبب نشاطه السياسي ولموقفه الواضح ضد الاحتلال وموبقاته واضاف: "يتهموننا بالإرهاب لكن من يمارس الإرهاب خلال ستين سنة وضد الشعب الفلسطيني هو حكام إسرائيل ونحن على قناعة بان سجنه ليس أكثر من ظلم وعدوان".
اما والده اسعد فعبر عن فرحته بخروج ابنه محمد من السجن وتمنى لابنه حسام الذي يقضي محكومية بتهم مشابهة بالخروج هو الآخر الى الحرية.
وفي حديث "للاتحاد" مع الأسير المحرر سكرتير عام ابناء البلد محمد كناعنة قال: "لحظات سعيدة يتمناها كل أسيرـ مع ان قضيتي وسجني أربع سنوات ونصف لا شيء بالنسبة لقضايا أخرى فهناك سجناء يقضون 25 و30 عاما ولم يتمكنوا من لمس يد أمهم أو حتى رؤيتها مثل سمير القنطار، ونائل البرغوثي الذي توفيت أمه ولم يتمكن من إلقاء عليها نظرة الوداع، وسلطان الولي وصدقي المقت وعاصم الولي من الجولان وعشرات الأسرى الذين لم يروا ذويهم إلا من وراء الزجاج. ورغم كل الظروف الصعبة في سجون الاحتلال فالمعنويات عالية وتتحدى تعسف السجون وهؤلاء الرفاق يقدمون حريتهم في سبيل قضية عادلة".
وأضاف كناعنة: "نحن طلاب حق وأصحاب قضية عادلة ومعركتنا مع الحركة الصهيونية وأجهزة مخبراتها الاحتلالية مستمرة. واليوم اشعر بسعادة ومعنويات عالية، وتصميم على مواصلة المشوار إلى جانب أهلي ومع شعبنا الفلسطيني حتى إحقاق حقوقه المشروعة في العودة والتحرير والحرية. والفرحة الكبرى بانتصار هذا الشعب وخروج سجناء الحرية الى الحرية ـ إلى أحضان أهاليهم وشعبهم".
يذكر أن حسام كناعنة ووردة بكراوي ولينا جربوني من أهالي عرابة ما زالوا يقبعون وراء القضبان بعد ان وجهت لهم تهم مشابهة.
الخميس 29/5/2008