الطيرة- لمراسلنا- شهدت مدينة الطيرة، مساء أمس الأول الاثنين، المظاهرة الأكبر منذ عدة سنوات، حيث أطلقت نحو ألفي حنجرة صرخة الطيرة المدوية ضد سياسة هدم المنازل.
وكانت المظاهرة قد انطلقت من ساحة مسجد عثمان بن عفان في المدينة، بمشاركة وفود من اللجان الشعبية المختلفة في المناطق، إضافة إلى أعضاء الكنيست: د. حنا سويد ود. دوف حنين من الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة، وجمال زحالقة، رئيس كتلة التجمع وإبراهيم صرصور، رئيس "القائمة الموحدة والعربية للتغيير" وجابت عددا من شوارع المدينة الداخلية لتنتهي أخيرا في ساحة بلدية الطيرة.
ورفع المتظاهرون وردّدوا خلال مسيرتهم عددا من الشعارات الرافضة لسياسة الهدم والمؤكدة على الحق بالبقاء والتطور في الوطن، رغم سياسة التمييز العنصري والقومي.
وبرز خلال المسيرة وترديد الهتافات بشكل خاص التنسيق التام بين كافة مركبات اللجنة الشعبية ضد هدم المنازل، وهي صاحبة الدعوة للتظاهرة، وقد انعكس هذا التنسيق من خلال الاتفاق على قائمة محددة من الشعارات وعلى التعاون ما بين المنسقين، هذا وانتهت المسيرة في ساحة البلدية باجتماع خطابي مهيب.
افتتح الاجتماع، رئيس اللجنة الشعبية، الشيخ عبد السلام قشوع والذي عرض في مستهل كلمته الأوضاع التي أدت إلى أقامة هذه اللجنة قائلا بأنها "ولدت من رحم آلام الهدم المحدقة بالمدينة" وأكد على أن اللجنة الشعبية مفتوحة أمام الجميع، كما استعرض التطورات الأخيرة في المدينة في المجال التنظيمي وإصدار القرار النهائي بهدم منزل مدحت سلطاني، ودعا الجمهور إلى تعزيز التفافه حول اللجنة وإلى تكثيف التواجد في خيمة الاعتصام.
ثم منح حق الكلام لأعضاء الكنيست، فحيا النائب د. حنا سويد بدوره الصحوة المباركة في الطيرة ضد سياسة الهدم، مشيرا إلى عدالة قضية المواطنين العرب مقابل القوانين الجائرة وتضييق الخناق المنهجي على المواطنين.
وحثّ د. سويد الجمهور الطيراوي إلى تصعيد الوقفة الجماهيرية مؤكدا بأنها الكفيلة الوحيدة بردع السلطة من تنفيذ مخططاتها.
وتحدث بنفس الروح بقية النواب، إضافة إلى إشارتهم بالإيجاب على أنجاح الإضراب والتظاهرة الصاخبة، في استقبال رئيس الدولة شمعون بيرس، الذي زار المدينة صباح أمس الأول أيضا.
*النائب حنين يزور خيمة الاعتصام: قصص هذه البيوت مؤثرة وعلينا فضحها!*
هذا وقام النائب دوف حنين، بالانتقال بعد المظاهرة إلى خيمة الاعتصام أمام منزل مدحت سلطان، حيث التقى هناك بالعشرات من النشطاء المركزيين من أعضاء اللجنة.
وفي حديثه أمام اللجنة أكد د. حنين على أن التهديد بهدم منزل سلطان يندرج ضمن مخطط التعامل العنصري مع المواطنين العرب على أنهم أعداء وخطر ديمغرافي!
وأكد د. حنين على أهمية استثمار الموضوع وقصَّ حكاية الهدم والمعاناة جراءها ومخاطبة الرأي العالم، وقال: "علينا أن نفضح هذه السياسة ونحكي القصة الكاملة وإن لم تجد هذه المظاهرة في الطيرة فلنقم بتنظيم مظاهرات مماثلة في القدس وتل أبيب"..
كما أكد د. حنين بأن كتلة الجبهة البرلمانية رهن إشارة اللجنة الشعبية وبأنها مستعدة للقيام بكل ما يطلب منها في هذا الصدد.
الأربعاء 28/5/2008