حيفا - من رزق ساحوري - تحت عنوان "عائدون الى حيفا..باقون في حيفا..حيفا تتسع للجميع"، اختتم الحزب الشيوعي والجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة في حيفا فعاليات ذكرى النكبة الـ60 بمهرجان سياسي فني حضره نحو مئتي شخص في قاعة مسرح الميدان في حيفا.
تحدث في المهرجان النائب الجبهوي السابق عصام مخول والكاتب الفلسطيني محمود شقير. حيث تولّى عرافة المهرجان أوري فلطمن وقد توالت الكلمات تخلّلتها أغان ملتزمة قدمها الفنان علاء عزام برفقة عوده والفنانة رنا نعرة برفقة عازف العود خضر شامة. كما ألقت الشاعرة عُلا عويضة مجموعة من قصائدها الوطنية.
هذا وقال الكاتب محمود شقير في كلمته التي جاء تحت عنوان "للفلسطينيين الحق في تقديم روايتهم"، قال: "نلتقي هذا المساء هنا في أحضان عروس البحر، حيفا، لنحيي الذكرى الستين لنكبة الشعب الفلسطيني.نلتقي لا لنفجع أو نبكي ولا لكي نندب حظنا العاثر أو نسفح الدموع على ما تعرض له شعبنا من قتل وتطهير عرقي وتهجير، وما تعرضت له مدننا وقرانا من قصف وتدمير. نلتقي هنا لكي نستخلص العبر مما وقع ولكي نستشرف المستقبل الذي نريده لنا ولأبنائنا من بعدنا أقصد أبناء الشعب الفلسطيني والإسرائيلي. نلتقي لنقول ان من حق الشعب الفلسطيني أن يحمي ذاكرته من النسيان، ومن محاولات المحو والتذويب أو التزوير والتشويه. من حقهم أن يقدموا روايتهم الكاملة عن تفاصيل الصراع وعما وقع من مجازر وعمليات قتل وإبادة ومن حقهم أن يقدموا روايتهم التاريخية عن علاقتهم التاريخية بهذه البلاد، لأن الظلم التاريخي الذي لحق وما زال يلحق بهم لا يتم حله صحيحا عن طريق إملاء المواقف وتلفيق الحلول وفقا لميزان القوى المختل لصالح المحتلين المتمسكين بزمام القوة".
ثم ألقى عضو بلدية حيفا سابقا زاهي كركبي كلمة ومما جاء فيها: "ستون عاما مرت على نكبة شعبنا وعلى تشريده من وطنه وتحويل مئات الألوف من أبنائه الى لاجئين
وعلى امتداد عشرات السنين. فقام الشيوعيون بدور هام في توعية السكان ودعوتهم الى البقاء في بيوتهم وعدم الرحيل. وصدر منشور من عصبة التحرر الوطني في حيفا في نهاية نيسان 1948 بهذا الخصوص وزع في حيفا والناصرة وفي عدد من القرى العربية. وبفضل هذا النشاط ولأن الناس رأوا ما حل باللذين طردوا من البلاد اذ اصبحوا لاجئين. بقيت الناصرة عامرة بأهلها وبقيت عشرات القرى في قضاء الناصرة عامرة بالرغم من المجازر التي ارتكبتها قوات الهجاناه. لقد بدأت بذور النكبة عندما أعطت حكومة بريطانيا وعد بلفور 1917 بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، هذا حدث في الوقت الذي كان الشريف حسين يحارب الى جانب الجيش الأنجليزي ضد الجيش التركي".
وألقى النائب الجبهوي دوف حانين كلمة جاء فيها أن "ما أصاب حيفا قبل 60 عاما هو جرح لم يلتئم بعد أصاب العديد من المناطق في البلاد فهذه ذكرى ألم وتهجير. قبل ستين عاما كان انتصار وفشل، فمن خسر هو الشعبان. فالشعب الفلسطيني خسر وطنه وما زال يدفع الثمن وتحول الى لاجئ ويناضل من أجل استقلاله، والشعب الثاني أقام دولة ولكنه يعيش بدون سلام وبدون أمان وبدون مستقبل". وأضاف حنين: "ان اليمين الإسرائيلي يحاول أن يظهر الذاكرة الفلسطينية كونها خطر وتهديد على الجمهور الإسرائيلي اليهودي. ولكننا نقول أن الاعتراف بالألم الفلسطيني والذاكرة الفلسطينية هو شرط للحل ولمستقبل الدولة والشعب اليهودي. ويمكن أن نقترح مستقبلا آخر في هذه الدولة ونبني تفكيرا على مستقبل يتحقق فيه العدل والسلام والمساواة
ثم ألقى النائب الجبهوي السابق عصام مخول كلمة جاء فيها: "شهدنا كيف أظهرت المؤسسة الإسرائيلية تبرّمها وعداءها لمجرد الربط بين احتفالات اسرائيل وبوش بستين عاما على قيام اسرائيل واحتفال الفلسطينيين والأقلية القومية العربية في إسرائيل وشركائها وحلفائها التقدميين اليهود بذكرى النكبة. فإسرائيل لن تنعم الاحتفال باستقلالها ولن تكون دولة مستقلة ما لم ينعم الشعب الفلسطيني باستقلاله وتحرره وسيادته. وأضاف: "يجب أن تحل قضية اللاجئين الفلسطينيين حلا عادلا مبنيا على الشرعية الدولية وتحقيق المساواة في الحقوق المدنية والقومية للأقلية القومية العربية في إسرائيل. فالنضال المشترك اليهودي العربي من أجل السلام العادل ومن أجل المساواة في الحقوق القومية والمدنية للجماهير العربية في البلاد ونحن على ثقة أن هذا الطريق الذي كان صحيحا قبل ستين عاما هو الطريق السليم الذي يستطيع أن ينقذ شعبي البلاد فنحن نمثل هذا الطريق ونحن سنقوي هذا الطريق".
الأثنين 26/5/2008