أثار المقال الذي نشرته عن أحبائنا الطلاب الجامعيين بخصوص التصدي للحركات الإسلاموية في الجامعات نقاشًا وصل حد الحرمان من النقاش. حتى ان موقع الجبهة الذي نشره في الصباح- صباح الخير- عاد وشطبه في مساء ذلك اليوم.. دون إشعاري ذوقا. طبعا لن أتفاجأ إذا ما لم يتم نشر هذه الكلمات أيضا على الرغم من أنها بشرية خاضعة للنقد.
وكان قد اتصل بي شخصان عزيزان واحد استنكر ما كتبت وآخر حبّذه وتمنى لي أن أعمق الفكرة، وأضاف فعلا بعض النواحي النفسية والفلسفية، تلك الإضافات التي إستفدت منها شاكرا لهذا الصديق الإنسان.
أما الصديق الذي نصحته زوجته بعدم الإتصال بي للتعبير عن "زعله"، فقد صادف أن اتصلت به وسألته عن رأيه لأنني أحترمه وأحبه.. احترم عقله-وأحب عاطفته.. فقد قال لي: ما لك يا رفيقي وللّبس من غير هدوم. ما لك وللحريات الخاصة إعترف بأنك أخطأت.. لقد أثارني مقالك وأغضبني.. فأنا سمحت لإبنتي بلبس "شيّال" بالجامعة.وبدأ صاحبنا هذا ببهدلتي على الجامد...
لاحظوا "أنا" ولاحظوا المنطق البطرياركي! وكأن روح العصر تهب فقط عندما يسمح هو بذلك.
قلت مع كل الإحترام.. لم تكن لا أنت ولا إبنتك أمامي ذهنيا عندما كتبت. لم أكتب على المستوى الشخصي… ثم إذا كان هكذا هو الأمر فأنا يا رفيق متأسف! لم أقصد إثارتك.
إنني أعالج مسألة، تأخرنا كثيرًا في معالجتها، وسوف ترى النتائج في المستقبل القريب. سوف يسيطر الإسلامويون على الجامعات إذا ما بقينا هكذا نغطي السماوات بالعماوات وإذا ما نظرنا إلى الموضوع سطحيا و من خلال انتخابات طلابية… وإذا ما بقينا مثل النعامة وإذا لم نشر للجرح ولم نضغط عليه حتى يؤلمنا وينبهنا للمرض والمعاناة والوجع… علينا أن نفقأ الدمّل قبل أن يتقيّح.
إن ما أكتبه هو للنقاش ولطرح الموضوع ولحك الدماغ وبهدف الإستعداد والتحصين وتحسين الأداء ومقارعة الحجة بالحجة. ما أكتبه هو للتثقيف والوعي ولإمتلاك الأدوات ومسببات النصر، ولا يمكن إدراكه إلا إذا خبرنا وتعلمنا من أسباب الفشل، لأن العليق قبل الغارة خسارة.. وقد لا ينفع دلال الحصان وإطعامه وإسقاءه وتمشيطه وتمسيد شعرات عرفه وذيله قبل الغارة.. علينا إعداده على مدار أيام السنة… هذه حقيقة تضاف إلى باقي الحقائق الموضوعية. فمن الناحية المبدئية علينا كشف الحقيقة.. علينا كشف الجرح وتعريضه للهواء الطلق وللشمس وعلينا معالجته. الحقيقة يجب أن تقال.. الحقيقة يجب أن تجابه وإن كانت مُرَّة.. الحقيقة يجب أن تواجه.
فلا قضاء ولا قدر فيما هو تحت الجهد الإنساني والعقل البشري.
بالأمس لاحظت أن أحد أبنائي غطّى صورة صديق له وقريب عائليًا كان قد وضعها على باب البراد بواسطة مغناطيس.. أدركت انه من خلال هذه الحركة أراد أن يقول إنهما ما زالا متخاصمين. سألته فأجاب بنعم.. وسألته أيضًا هل بهذه الحركة أردت شطبه وإلغاءه؟ قال نعم.. قلت وهل تم ذلك؟! قال: لا. وأدرك أنه تصرف بشكل غرائزي!
وليد الفاهوم
الأحد 25/5/2008