* الجبهة في تظاهرة تحضيرية: إنجاح الإضراب والمظاهرة، امتحان أخلاقي ووطني!! *

الطيرة- من أمجد شبيطة- شهدت مدينة الطيرة نهاية هذا الأسبوع، تصعيدا مكثفا بالحملة ضد أوامر الهدم التي تتهدد نحو 560 منزلا، علما أن هذه النشاطات "ستتوج" بالإضراب العام والمظاهرة الوحدوية المقرين غدا الاثنين، بتزامن مع رئيس الدولة شمعون بيرس، الذي رفض هو ومضيفوه التقاء وفد اللجنة الشعبية ضد الهدم في المدينة، بهدف طرح موضوع المنازل المهددة.
وضمن هذه الاستعدادات لوحظ في الأيام الأخيرة، وبخاصة منذ إصدار القرار النهائي بهدم منزل السيد مدحت سلطان، لوحظ، التواجد المكثف لعشرات المواطنين المرابطين في خيمة الاعتصام كل ليلة وحتى ساعات الفجر. كما اتخذت عدة خطوات لإنجاح الخطوات المقرة بعد غد، فقام وفد كبير من اللجان الشعبية ضد الهدم في المثلث بزيارة الخيمة، مساء الخميس الأخير، لتبادل الخبرات والتشاور حول سبل انجاح هذه النشاطات.

كما شهدت شوارع المدينة في هذه الأيام حملة إعلامية مكثفة إذ علقت المئات من اليافطات في الشوارع الرئيسية دعوة للإضراب والتظاهرة، وقد أسهمت هذه النشاطات كلها بخلق جو وحدوي حقيقي في المدينة، يبشر بآفاق انتصار هذه القضية العادلة.

*تكاتف وطني عام والجبهة تنظم تظاهرة تحضيرية*

هذا ونظم فرعا الحزب الشيوعي والجبهة الدمقراطية، ظهيرة أمس السبت، تظاهرة رفع شعارات عند المدخل الرئيسي للمدينة، للتأكيد على ضرورة الالتفاف حول اللجنة الشعبية ضد الهدم، وإنجاح فعالياتها المقرّة في المدينة.
ووزع المتظاهرون منشورات باللغتين العربية والعبرية، وفيهما دعوة إلى تكثيف التواجد في خيمة الاعتصام وإنجاح الإضراب والمظاهرة الوحدوية. وحول هذا النشاط التحضيري أفادنا المحامي وئام شبيطة ممثل اللجنة الجبهة في اللجنة الشعبية قائلا "حملت اللجنة الشعبية كل حزب أن يتخذ الخطوات التي يرتأيها مناسبة، لدعم نشاطاتها وبالفعل فقد قمنا بهذه التظاهرة وبتوزيع منشور توعوي على المواطنين، علما أن فرع التجمع في المدينة أيضا أصدر منشورا بنفس الصدد، وهذا الأمر يعكس الوحدة الحقيقية داخل اللجنة والتعاون الإيجابي والبناء بين كافة المركبات المتضافرة دفاعا عن المنازل المهددة بالهدم."

*عراقي: زيارة بيرس فرصة مواتية لإطلاق صرختنا..*

عضو اللجنة الشعبية، وسكرتير جبهة الطيرة، المحامي سامح عراقي أشاد بالجهود المبذولة لإنجاح الإضراب في المدينة خلال زيارة بيرس، وبتجاوب لجنة أولياء الأمور مع قرار الإضراب، وشدد عراقي على ضرورة أن يسهم التجار والطلاب بإنجاح هذا الإضراب.
وأفادنا عراقي "إننا نؤكد بأن التظاهر والإضراب ليسا مجرد حق، إنما واجب عين على كل واحد وواحدة منا، واجبنا أن نستغل زيارة رئيس الدولة لإيصاله ومن خلاله المؤسسة الحاكمة رسالة واضحة لا لبس فيها بأننا مصممون على خوض هذا الإمتحان الأخلاقي والسياسي بشرف، مصممون على الحفاظ على كرامتنا حرمة بيوتنا، وبأننا نستنكر قرار بيرس ومضيفيه بعدم استقبال ممثلي اللجنة الشعبية ولو لبضع دقائق لطرح الموضوع أمامهم، ففي هذا دليل أن بيرس العجوز لا يزال يتعامل معنا بذهنية الحكم العسكري، أما نحن فنقول بأن هذه الأيام ولت إلى غير رجعة وبأنه ليس بيننا وبين المؤسسة الحاكمة إلا التعامل المهني والندي وأما زيارت الوجاهات فقد صارت من ورائنا ونقول بكل وضوح بأن زيارة الرئيس وغيره من المسؤولين ستظل زائدة وغير مقبولة ما داموا لا يحملون الحل للمشكلة الأكثر إحراقا في المدينة ألا وهي الدفاع عن المنازل المهددة.

* البرنامج المفصل ليوم غد: الإضراب والتظاهرة *

ومن جهته فقد أطلع الشيخ عبد السلام قشوع، رئيس اللجنة الشعبية في الطيرة، المعتصمين في الخيمة، أمس الأول على قرارات اللجنة المفصلة فيما يتعلق بيوم غد الإثنين.
وأفاد قشوع، بأن رئيس الدولة سيزور البلدة حوالي الساعة التاسعة من صباح غد الإثنين، وبأن تظاهرة رفع شعارات أمام البلدية ستكون باستقباله أمام مبنى البلدية كما أن المحال التجارية في الشارع الرئيسي ستغلق أبوابها خلال ساعات الزيارة، ما بين الساعة الثامنة صباحا وحتى الثانية عشرة ظهرا.
كما استعرض برنامج المسيرة المركزية والتي ستنطلق في الخامسة والنصف من مساء غد من ساحة المسجد الغربي في المدينة، مسجد عثمان بن عفان وستخوض عددا من الشوارع الداخلية في المدينة، وخاصة ساحة "المحص" لتنتهي في اجتماع جماهيري في ساحة البلدية. وأشار قشوع إلى أن عددا كبيرا من الوفود المعنية من البلدات المختلفة قد يشارك في التظاهرة إضافة إلى قيادات سياسية مختلفة من أعضاء كنيست وغيرهم.
وذكر قشوع بأن كل التحضيرات اللازمة لإنجاح المظاهرة والإضراب اتخذت وبأن المنظمين استصدروا ترخيصا قانونيا للتظاهرة، وعبر عن أمله بأن يكون تجاوب الأهل عند حسن الظن.  

* * *

نص البيان الصادر عن الحزب الشيوعي والجبهة الدمقراطية في الطيرة:

الطيرة تقف موحدة ضد سياسة الهدم والتمييز العنصري

أهلنا الأعزاء، من المتوقع أن تقدم السلطة وجرافاتها، في أي لحظة، على تنفيذ أمر هدم منزل مدحت سلطان، بحجة البناء غير المرخص، وهنا هو الامتحان، امتحان الطيرة وأبنائها، امتحاننا كلنا، كل الجماهير العربية في البلاد: الواجب الوطني يحتم علينا ان نقف موحدين ضد هدم المنزل وأن نوجه بذلك رسالة واضحة للسلطة: بأن الأمر ليس "نزهة".. وان الطيرة بكل مواطنيها ستحمي هذا البيت وسائر البيوت المهددة بالهدم..
فتعالوا لا نسمح بأن يتحول الهدم إلى مشهد طبيعي عندنا وبأن لا صح علينا المثل القائل "أكلت يوم أكل الثور الأبيض.."
أهلنا الأعزاء، ليس فينا من يختار العيش بمبنى غير مرخص وتعريض ابنائه لخطر التشريد.. البناء غير المرخص هو الابن الشرعي لسياسة التمييز العنصري: سياسة مصادرة الأرض وعدم توسيع مناطق النفوذ والخرائط الهيكلية وانعدام مشاريع الإسكان الجماهيرية للأزواج الشابة! ليس فقط أن السلطة لم تطرح أي حل لهذه المشاكل، بل أنها الجزء الأكبر للمشكلة..
فتعالوا لا نسمح بتحول الهدم إلى مشهد طبيعي عندنا وبألا يصح علينا المثل القائل "أكلت يوم أكل الثور الأبيض.."
أهلنا الأعزاء، قضيتنا قضية عادلة، ولا.. ليس المواطنون العرب وحدهم من يبنون بدون تراخيص، ففي الشارع اليهودي أيضا تنتشر هذه الظاهرة، مع ثلاثة فروق كبيرة جدا: 1. يبني المواطنون العرب على أرضهم الخاصة وأما المواطنون اليهود فيبنون على "أرض الدولة". 2. البناء غير المرخص في البلدات العربية، يستغل عادة للمنازل، الناس تبحث عن مأوى، وأما في الشارع اليهودي فعادة ما يكون هذا البناء لأغراض تجارية.. 3. في حال وجود أبنية غير مرخصة في الشارع اليهودي فإن الهدم يكون آخر الإمكانيات وأما في الشارع العربي فإن الهدم أول الإمكانيات.. وهذه حقائق مثبتة!!
تـــأكّــــدوا: 1.أن معركتنا سياسية قبل أن تكون مهنية أو قضائية، وهي معركة عادلة تتجاوز القضايا الشخصية والمحلية، إنها على حقنا بالبقاء في وطننا رغم سياسة التمييز العنصري وتضييق الخناق.. 2. وأنها معركة منتصرة حتما، إذا ما أتقنا عليها الرد بالشكل السياسي الصحيح، وبوحدة جماهيرية صلبة، وبمخاطبة الرأي العام.. هذا ما علمتنا إياه كل التجارب السابقة وآخرها تجربة أهلنا في وادي عارة إذ أن الوقفة المشرفة للأهل صدت السلطة عن جرائمها.. وهذا ما نريد له أن يكون في الطيرة، فإذا ما أفشلنا جرائم الهدم "ستتذكر" السلطة بأن هنالك طرق أخرى لحل هذه المشاكل..
إن النجاح بمنع هدم هذه المنازل، ليس نهاية المعركة، إنه البداية، نحو فرض وزننا وإثبات أن الكف قادرة على ملاطمة المخرز، ومن هناك بوسعنا الانتقال بثقة إلى تطوير أدواتنا الكفاحية والمهنية، ليس فقط للبقاء في وطننا إنما للتطور والنمو فيه، وألا نهاب القطع باللحم الحي، ونبذ العملاء والمتهادنين، وتحرير مؤسساتنا وسلطاتنا المحلية منهم، لإعادتها كما كانت دائما قلاعا نضالية في خط المواجهة الأول..
وبنــاء عليــه: فإننا ندعو جمهورنا الواسع إلى الالتفاف حول اللجنة الشعبية وتكثيف التواجد في خيمة الاعتصام أمام منزل مدحت سلطان وكذلك إلى إنجاح الإضراب العام والتظاهرة الوحدوية يوم الاثنين القادم تزامنا مع زيارة رئيس الدولة شمعون بيرس، خاصة وأنه رفض تخصيص نصف ساعة للالتقاء بممثلي اللجنة الشعبية سنقول له: لا أهلا ولا سهلا فأيام الحكم العسكري ولّت إلى غير رجعة.. ولا استقلال والا احتفالات بظل الاحتلال والتمييز العنصري!!