الصدريون يتهمون الجيش العراقي بـ«الوحشية»
طهران: خائن من يوقّع الاتفاق الأمني مع الاحتلالارتفعت حدة التوترات في مدينة الصدر والبصرة، مع اتهام التيار الصدري للجيش العراقي بارتكاب «أعمال وحشية» في مدينة الصدر، وإطلاقه النار على المصلين من أتباعه في البصرة، ما يهدد بإطاحة الهدنة الهشة بين الحكومة العراقية وزعيم «جيش المهدي» مقتدى الصدر. إلى ذلك، حذرت طهران من «الاتفاق الاستراتيجي» الذي ستوقعه بغداد وواشنطن، ويضمن لقوات الاحتلال الأميركي البقاء لفترة طويلة في العراق، محذرة من أنها «ستعتبر أي يد توقع على مثل هذا الاتفاق خائنة للإسلام والشيعة والشعب العراقي». وقال العضو البارز في التيار الصدري الشيخ مهند الغراوي، الذي يرأس لجنة كلفها زعيم التيار مقتدى الصدر، بمتابعة تطبيق اتفاق الهدنة في مدينة الصدر، إن «التيار الصدري ملتزم بأوامر قيادته في ما يتعلق بتطبيق الاتفاق، لكن هناك اعتداء وجورا وظلما من بعض قطاعات الجيش العراقي الذين خرجوا عن القانون». وأشار الغراوي، في خطبة الجمعة في مدينة الصدر، إلى قيام التيار الصدري بـ«إبلاغ القادة العسكريين المسؤولين عن الفرقة 11 لكنهم أجابوا: لا اعتداءات على المواطنين». وتابع «ندين هذه الأعمال الوحشية، وطلبنا من الأهالي الذين لديهم شكاوى مراجعة لجنة مستقلة من البرلمان سيكون مقرها المجلس البلدي في مدينة الصدر، للإبلاغ عن أي اعتداء أو تعسف من الجيش»، محذراً في الوقت ذاته من «تصرفات بعض الجنود الذين ينفذون مطالب جماعات سياسية» أكثر من واجبهم الأمني. وفي البصرة، أعلنت الشرطة أن قوات عراقية أطلقت النار في الهواء لتفريق مئات المصلين، من أتباع الصدر، بحجة أنه لا يحق لهم التجمع في ميدان شمال المدينة، أدى إلى إصابة ستة أشخاص، لكن أنصار التيار الصدري اتهموا القوات العراقية بمهاجمة المصلين وإطلاق النار عشوائيا باتجاههم. وقالوا إن شخصا قتل، وأصيب خمسة. وقال المسؤول في مكتب الصدر في البصرة حسين عبد الواحد «نتيجة لذلك، ولتجنب مزيد من إراقة الدماء، أمر مسؤولو المكتب المصلين بإلغاء صلاة الجمعة». إيران وفي طهران، قال رجل الدين أحمد خاتمي، في خطبة صلاة الجمعة، مشيراً الى مسودة الاتفاق الأمني بين الحكومة العراقية والولايات المتحدة بشأن ترسيخ وجود القوات الأميركية في العراق، انه «استعباد بلا نهاية، وأسوأ مهانة وإذلال، ولا أعتقد أن أي حر في العراق يقبل بهذا الذل، وأي يد توقع على مثل هذا الاتفاق ستعتبرها إيران خائنة للإسلام والشيعة والشعب العراقي». واعتبر خاتمي أن هذا الاتفاق يؤكد أن «المحاكم العراقية لا تستطيع محاكمة العسكريين الأميركيين وموظفي الشركات التي تعمل لحساب الجيش الأميركي». وأضاف أنه يقضي أيضا بأن «تحتفظ القوات الأميركية بإشرافها لمدة 10 سنوات على وزارتي الدفاع والداخلية والمخابرات، ويمكن أن يكون لها سجون خاصة في العراق»، وانه يسمح لقوات الاحتلال بشن هجمات من العراق على «أي بلد يدعم مجموعات إرهابية». ميدانياً، قتل جندي أميركي في انفجار عبوة، أمس الأول، جنوبي غربي بغداد. وأصيب ستة من جنود الاحتلال الأميركي، وقتل مترجمهم، في انفجار سيارة قرب نقطة تفتيش مشتركة، للجيش الأميركي والقوات العراقية، غربي الفلوجة. وقتل شرطي عراقي بانفجار سيارة كان يحاول تفكيكها داخل مجمع للحكومة في المدينة. (ا ف ب، رويترز، ا ب، يو بي أي) السبت 24/5/2008 |