أعربت بكين وموسكو، أمس، عن قلقهما من مشروع الدرع الأميركية المضادة للصواريخ في أوروبا الشرقية، واعتبرتا أنه يعرقل «الجهود الدولية للحد من التسلح»، فيما وقعتا اتفاقا نوويا بقيمة مليار دولار. وقال الرئيس الصيني هو جينتاو لنظيره الروسي ديميتري ميدفيديف إن زيارته الرسمية إلى بكين هي مرحلة مهمة في تطوير العلاقات بين البلدين. وأوضح «كون الصين الدولة الثانية التي تزورونها بعد توليكم منصب الرئاسة يدل على اهتمام الحكومة الروسية بعلاقاتنا. وأنا واثق من أن هذه الزيارة ستعزز شراكتنا الاستراتيجية، وسترقى بها إلى مستوى جديد من التطور». وكان ميدفيديف انتقل من كازاخستان إلى الصين. وأعلن هو جينتاو وميدفيديف، في بيان مشترك، أن مشروع الدرع الصاروخية الأميركية «يحول دون تعزيز الثقة بين الدول، وتحقيق الاستقرار الإقليمي، ونحن نعبر عن قلقنا حيال هذا المشروع». وأضافا أن «إنشاء منظومة شاملة للدفاع المضاد للصواريخ، في بعض مناطق العالم، أو تعزيز التعاون في هذا الصدد، لا يساهمان في المحافظة على التوازن الاستراتيجي والاستقرار، ويعرقلان الجهود الدولية للحد من التسلح ومن الانتشار النووي». ودعا الرئيسان إلى استخدام الطرق السياسية والدبلوماسية لحل المشاكل المتعلقة بمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل ووسائل إيصالها. وشددا على أن «روسيا والصين تعتزمان العمل على تفعيل الرقابة الدولية على التسلح من دون إلحاق ضرر بأمن دولة ما». وأكد هو جينتاو وميدفيديف على «ضرورة حل المسائل المتعلقة بالمشكلة النووية الإيرانية، والأوضاع في العراق والشرق الأوسط وكوسوفو عن طريق الحوار، وإجراء محادثات على أساس التكافؤ، انطلاقا من اعتبارات الأمن العالمي». وشددا على أهمية الإسراع في إعداد وثيقة قانونية دولية تمنع نشر الأسلحة في الفضاء. وخلال اليوم الأول من زيارة ميدفيديف إلى بكين، وقعت روسيا اتفاقا نوويا مع الصين بقيمة مليار دولار، يقضي بتوسيع منشأة لتخصيب اليورانيوم والإمداد بالوقود. وقال مدير الوكالة الروسية للطاقة الذرية سيرغي كيرينكو، إن الاتفاق ينص على بناء مجمع رابع في منشأة صينية وعلى تسليم «شحنات من اليورانيوم الروسي الضعيف التخصيب». وأضاف أن «قيمة العقد تفوق المليار دولار، تخصص نحو 500 مليون منها للبناء و500 مليون لإمدادات اليورانيوم». وأوضح كيرينكو أن موسكو وبكين كانتا «بـدأتا المفاوضات حول بناء مفاعلين ثالث ورابع في محطة تيانوان» النووية شرقي الصين التي بنتها شركة «اتومستروي اكسبورت» الروسية. وكان البلدان اتفقا في عام 1997 على بناء هذه المحطة في ولاية جيانغسو بقيمة 3.3 مليارات دولار. كما تم التوقيع على اتفاقية بشأن استيراد وتصدير تكنولوجيات الطيران، ومذكرة حول التعاون المصرفي. (»نوفوستي»، أ ف ب، رويترز، أ ب)