أهلنا الأعزاء، من المتوقع أن تقدم السلطة وجرافاتها، في أي لحظة، على تنفيذ أمر هدم منزل السيد مدحت سلطان، بحجة البناء غير المرخص، وهنا هو الإمتحان، إمتحان الطيرة وأبنائها، إمتحاننا كلنا، كل الجماهير العربية في البلاد: الواجب الوطني يحتم علينا ان نقف موحدين ضد هدم المنزل وأن نوجه بذلك رسالة واضحة للسلطة: بأن الأمر ليس "نزهة".. وان الطيره بكل مواطنيها ستحمي هذا البيت وسائر البيوت المهددة بالهدم..
فتعالوا لا نسمح بأن يتحول الهدم إلى مشهد طبيعي عندنا وبألا صح علينا المثل القائل "أكلت يوم أكل الثور الأبيض.."
أهلنا الأعزاء،
ليس فينا من يختار العيش بمبنى غير مرخص وتعريض ابنائه لخطر التشريد.. البناء غير المرخص هو الإبن الشرعي لسياسة التمييز العنصري: سياسة مصادرة الأرض وعدم توسيع مناطق النفوذ والخرائط الهيكلية وانعدام مشاريع الإسكان الجماهيرية للأزواج الشابة! ليس فقط أن السلطة لم تطرح أي حل لهذه المشاكل، بل أنها الجزء الأكبر للمشكلة..
فتعالوا لا نسمح بتحول الهدم إلى مشهد طبيعي عندنا وبألا يصح علينا المثل القائل "أكلت يوم أكل الثور الأبيض.."
أهلنا الأعزاء، قضيتنا قضية عادلة، ولا.. ليس المواطنون العرب وحدهم من يبنون بدون تراخيص، ففي الشارع اليهودي أيضا تنتشر هذه الظاهرة، مع ثلاثة فروق كبيرة جدا: 1. يبني المواطنون العرب على أرضهم الخاصة وأما المواطنون اليهود فيبنون على "أرض الدولة". 2. البناء غير المرخص في البلدات العربية، يستغل عادة للمنازل، الناس تبحث عن مأوى، وأما في الشارع اليهودي فعادة ما يكون هذا البناء لأغراض تجارية.. 3. في حال وجود أبنية غير مرخصة في الشارع اليهودي فإن الهدم يكون آخر الإمكانيات وأما في الشارع العربي فإن الهدم أول الإمكانيات.. وهذه حقائق مثبتة!!
تـــأكّــــدوا:
1.أن معركتنا سياسية قبل أن تكون مهنية أو قضائية، وهي معركة عادلة تتجاوز القضايا الشخصية والمحلية، إنها على حقنا بالبقاء في وطننا رغم سياسة التمييز العنصري وتضييق الخناق.. 2. وأنها معركة منتصرة حتما، إذا ما أتقنا عليها الرد بالشكل السياسي الصح، وبوحدة جماهيرية صلبة، وبمخاطبة الرأي العام.. هذا ما علمتنا إياه كل التجارب السابقة وآخرها تجربة أهلنا في وادي عارة إذ أن الوقفة المشرفة للأهل صدت السلطة عن جرائمها.. وهذا ما نريد له أن يكون في الطيرة، فإذا ما أفشلنا جرائم الهدم "ستتذكر" السلطة بأن هنالك طرق أخرى لحل هذه المشاكل..
إن النجاح بمنع هدم هذه المنازل، ليس نهاية المعركة، إنه البداية، نحو فرض وزننا وإثبات أن الكف قادرة على ملاطمة المخرز، ومن هناك بوسعنا الإنتقال بثقة إلى تطوير أدواتنا الكفاحية والمهنية، ليس فقط للبقاء في وطننا إنما للتطور والنمو فيه، وألا نهاب القطع باللحم الحي، ونبذ العملاء والمتهادنين، وتحرير مؤسساتنا وسلطاتنا المحلية منهم، لإعادتها كما كانت دائما قلاعا نضالية في خط المواجهة الأول..
وبنــاء عليــه: فإننا ندعو جمورنا الواسع إلى الإلتفاف حول اللجنة الشعبية وتكثيف التواجد في خيمة الإعتصام أمام منزل السيد مدحت سلطان وكذلك إلى إنجاح الإضراب العام والتظاهرة الوحدوية يوم الإثنين القادم تزامنا مع زيارة رئيس الدولة شمعون بيرس، خاصة وأنه رفض تخصيص نصف ساعة للالتقاء بممثلي اللجنة الشعبية سنقول له: لا أهلا ولا سهلا فأيام الحكم العسكري ولّت إلى غير رجعة.. ولا استقلال والا احتفالات بظل الاحتلال والتمييز العنصري!!
الحزب الشيوعي والجبهة الدمقراطية- الطيرة، أيار 2008
السبت 24/5/2008