الناصرة- لمراسلنا- شيعت يوم أمس الأول الثلاثاء، جماهير غفيرة من الناصرة ويافة الناصرة والمنطقة المناضل الشيوعي الوطني العريق رياح زعاترة (أبو عرسان) الذي وافته المنية عن عمر ناهز 66 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض، وقد برز من بين المشيعين قيادات الحزب الشيوعي والجبهة، وشخصيات تمثيلية وشعبية، من بينهم، رامز جرايسي، رئيس بلدية الناصرة، وعلي سلام، نائب رئيس البلدية، دخيل حامد، سكرتير جبهة الناصرة الديمقراطية، أديب أبو رحمون وسهيل ذياب، نائبا رئيس بلدية الناصرة السابقان، والكاتب عودة بشارات، ورفاق الفقيد من قيادات الحزب الشيوعي: الشيوعي العريق إبراهيم الشمشوم، والقائد النقابي مصباح زياد والشيوعي العريق عطا لله طنوس والشيوعي العريق عبد الله استيته.
وقام الشاعر مفلح طبعوني بتأبين الفقيد، وفاء لذكراه العطرة ودوره النضالي الهام، فقال: "شاهدك، شاهد جديد ينضم لشواهد المناضلين الراحلين، شاهد شهد صاحبه مع الكادحين ضد المارقين". وقال أيضا:
تمهلْ قليلاًَ!!
قليلاً تمهلْ!!!
لِنُخَزِّنَ مزيدا من الأفكارِ
فينا وفيك.
تمهلْ قليلاًَ!!
قليلاً تمهلْ!!!
يا حرارةَ النداءِ
ورفيق الطريق"
وكان الفقيد قد انخرط، منذ نعومة أظفاره، في الحركة النضالية، من خلال انتسابه للشبيبة الشيوعية ومن ثم من خلال العضوية في الحزب الشيوعي. وكان للمرحوم الدور الهام في تأسيس وانتصار جبهة الناصرة الدمقراطية في العام 1975، وخاصة في حيه، حي بئر الأمير في الناصرة.
وبرغم الظروف الصعبة فقد شق المرحوم طريقه في الحياة بعمله العصامي، حيث ثقف نفسه فاطلع على أدبيات الأحزاب الشيوعية واليسارية في العالم، بحيث كانت مرشدًا له في عمله وحياته الخاصة والعامة. وقد التصق المرحوم بأبناء شعبه، فكان بيته مفتوحًا للجميع ومركز عطاء دائم في القضايا الوطنية والاجتماعية.
شارك الرفيق رياح، في نضال الحزب الشيوعي، على مر الزمن، بتفان كبير ليشكل مثلاً في العطاء والتضحية في سبيل المثل السامية التي عاش من أجلها.
وعرف عن المرحوم دماثة خلقه وإخلاصه لأصدقائه، وكذلك عرف بعلاقاته الواسعة مع أبناء المنطقة والمدينة من مختلف الأحياء والانتماءات.
ترك المرحوم، رفيقته في الحياة، سلوى التي كانت خير سند له في سيرته المشرقة، وتحملت معه أعباء طريقه الوطني، ونشأ أبناؤه وبناته، حنان وعرسان وجنان وأمير وسمير، على نفس المثل التي عاش من أجلها أبو عرسان.
الخميس 22/5/2008