طالعنا الدكتور (غرشون هوروفيتش )في صحيفة أخبار حيفا الأسبوعية الصادرة بتاريخ 9/5/2008 بمقال تحت عنوان (خرافة النكبة ) ... لا ادري بأي اختصاص يعمل الكاتب لكن وقبل الدخول في الرد بودي التأكيد بأن الكاتب داعية لنظرية العنصرية والتطهير العرقي والشوفينية وما إلى ذلك من ألقاب .
سيدي وحاشا أن تكون سيدي ! لأن سيدي هو وطني الذي لا وطن لي سواه ، حيث ورثته عن أجداد أجدادي ،أما أنت فوطنك من حيث أتيت ومصير أمثالك في حظيرة العنصرية!
يقول الكاتب : "إن هذه الأرض هي ارض اليهود وان سكانها الفلسطينيين هم لمم جاؤوا إليها في أيام الانتداب البريطاني حيث تسللوا من الدول العربية المجاورة ".
في مقالته البائسة يحاول الدكتور أن ينفي وجود النكبة وبالتالي ينفي وجود الشعب الفلسطيني على هذه الأرض .. ينفي حقه التاريخي الذي يمتد آلاف السنين وكأن هذه البلاد كانت خاوية من أهلها الفلسطينيين (أرض بلا شعب لشعب بلا ارض )!!
يا سيد هوروفتش إن إسرائيل أقيمت على أنقاض قرانا ومدننا الفلسطينية بعد أن عملتم على تهجير سكانها وهدمها لإخفاء معالمها .. ألم تقرأ عن مجازر عيلبون وصفورية ودير ياسين وكفر قاسم والطنطورة وغيرها من المجازر التي ارتكبت بدم بارد وأدت إلى ترحيل شعبنا ؟! تحت غطاء استعماري ورجعي عربي.
إن قرانا ومدننا العربية كانت عامرة بشعبها الفلسطيني إلى أن أتت التنظيمات الصهيونية فدمرت وهجرت أكثر من خمسمائة قرية ومدينة عربية فلسطينية ناشرة الرعب والخوف اللذين أديا إلى تهجير الشعب الفلسطيني .. لا يمكن لأي كان أن ينفي هذه الحقيقة وتبعات التهجير والترحيل ما زالت ماثلة.
اليوم ينهض الشعب الفلسطيني من تحت الأنقاض وينتصب شامخا عاليا مطالبا بحقه في العودة إلى دياره ووطنه..مطالبا بحقه الشرعي في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
حضرة السيد هوروفيتش .. المشكلة ليست بخرافة النكبة ،بل بالكذبة الكبرى التي تحاول أنت وأمثالك أن تسوقها لشعبكم وللعالم اجمع باستقلال دولة إسرائيل !.. عد إلى التاريخ القديم والمعاصر وعلى مدار تطور البشرية من آدم إلى يومنا هذا لترى وتتيقن... أن لا استقلال لشعب يضطهد شعبا آخر.. أن لا استقلال لشعب يسلب شعبا آخر ويحتل أراضيه !
إن استقلال الشعب الإسرائيلي الفعلي يكون فقط باستقلال الشعب الفلسطيني وبإقامة دولته المستقلة وعودة اللاجئين وفق القرارات الدولية .
إن رسم حدود دولة إسرائيل يكون فقط برسم حدود دولة فلسطين وأي معادلة أخرى تكون باطلة ولن تخفي من الحقيقة شيئا ... حقيقة أن التاريخ ومهما طال الزمن سوف ينصف الشعب الفلسطيني وسوف يستعيد كل ذي حق حقه ... ولن تجديك نفعا محاولتك تزييف التاريخ والالتفاف عليه .

(عرابة)