السودان: نفط أبيي يشعل معركة تهدد سلام الشمال والجنوب
سقط عشرات القتلى والجرحى خلال معارك اندلعت بين الجيش السوداني والجيش الشعبي لتحرير السودان، في بلدة أبيي الجنوبية، الغنية بالنفط، والتي تتنازع السيطرة عليها الخرطوم وحكومة جنوب السودان المتمتعة بما يشبه حكما ذاتيا، رغم مرور ثلاث سنوات على انتهاء الحرب الأهلية بينهما. وكانت السيادة على أبيي المتنازع عليها بين «عرب» الشمال و«أفارقة» الجنوب نقطة خلاف، أخرت تطبيق اتفاق السلام الذي تم توقيعه في العام ,2005 ويؤكد الخبراء أن بقاءها من دون حل قد يطيح بالاتفاق برمته. وفيما اكتفى المتحدث باسم الجيش السوداني عثمان الاغبش بالإعلان عن «استشهاد عدد من الجنود، وضابط في لجنة المراقبة الدولية لوقف إطلاق النار، خلال «الهجوم الذي استخدم فيه الجيش الشعبي المدفعية الثقيلة، بهدف الاستيلاء على المدينة»، ذكرت قناة «الجزيرة» أن عدد القتلى من الجنود بلغ 22 شخصاً. وقال المسؤول في الأمم المتحدة رافي بادان أن قوات الجيش الشعبي اقتربت من أبيي صباحاً، وبدأت بقصفها، فتصدى لها الجيش السوداني، إلا أن أحد موظفي الإغاثة قال «نعتقد انه كان هجوماً مضاداً من جانب الجيش الشعبي لتحرير السودان»، في محاولة لدفع الجيش السوداني، الذي احتل أبيي في مطلع الأسبوع، على التراجع مجدداً، واصفاً القتال «الذي استمر نحو خمس ساعات، بأنه كان عنيفا، وأسفر عن مقتل العديد وإصابة نحو مئة شخص». من جهتها، قالت رئيسة بعثة الأمم المتحدة في أبيي كريس جونسون، والموجودة حاليا في الخرطوم، أنها تلقت تقارير تفيد بأن القتال قد هدأ، من دون وجود قرار «لوقف إطلاق النار، أي أن لا ضمانات لعدم استئناف القتال مجدداً»، لافتة إلى أن عدد النازحين عن البلدة بلغ 50 ألفا. (رويترز، ا ف ب، اب)