لوبي الأسلحة الأمريكي يتحرك بقوة ضد اوباما وكلينتون
*مرشحو الحزب الدمقراطي يشكلون تهديدا خطيرا على لوبي الأسلحة الأمريكي بدعوتهم إلى "تقنين" السلاح*
وكالات- كرس مؤتمر لوبي الاسلحة في الولايات المتحدة مؤتمره السنوي لمواجهة مرشح الحزب الدمقراطي في مسألة "حق امتلاك الاسلحة"، وقد تشكل الانتخابات الرئاسية المقررة في 2008 اختبارا صعبا لقوة هذا اللوبي. وركز المؤتمر الذي عقد خلال اليومين الماضيين معظم جهوده لتهيئة اعضائه للسعي الى الحاق الهزيمة بالمرشح الدمقراطي لانتخابات تشرين الثاني 2008 سواء كان باراك اوباما ام هيلاري كلينتون. وحذر اعضاء اللوبي من ان ايا من هذين المرشحين يمكن ان يضر بحقوق امتلاك الاسلحة. الا ان نفوذ هذا اللوبي ضعف مؤخرًا بسبب الاستياء الشعبي من الجمهوريين بعد ثماني سنوات من رئاسة الرئيس الأمريكي جورج بوش وحملات سابقة لم تحقق نجاحا كبيرا. وقال كريس كوكس المدير التنفيذي للشؤون التشريعية في الرابطة الأمريكية للاسلحة النارية: "ان تواجدكم هنا اليوم سيبعث برسالة قوية للغاية لباراك اوباما وهيلاري كلينتون وهي: اننا نراقبكم". واضاف انه يتوقع من الحاضرين وعددهم 6500 شخص اضافة الى اعضاء الرابطة وعددهم 4,3 ملايين شخص "ان يقبلوا بقوة على صناديق الاقتراع" في تشرين الثاني. وفيما لن تعلن الرابطة دعمها لأي مرشح الا بعد انعقاد مؤتمري الحزب الجمهوري والدمقراطي هذا الصيف، الا انها اوضحت بشكل قوي في مؤتمرها انه ستدعم المرشح الجمهوري جون ماكين رغم الخلافات الماضية بينه وبين الرابطة. وفي كلمته في مؤتمر الرابطة الجمعة سعى ماكين الى التركيز على مؤهلاته كمرشح محافظ في سعيه لكسب اصوات مالكي الاسلحة. وقال: "منذ اكثر من عقدين وانا اعارض جهود حظر امتلاك الاسلحة والذخيرة وتصوير مالكي الاسلحة على انهم جماعة غير مرحب بها في أمريكا المعاصرة". ويعرف ان الرابطة لها الفضل في مساعدة الجمهوريين في السيطرة على الكونغرس في انتخابات عام 1994 وتحقيقهم مكاسب في عام 2000 و2004 بما في ذلك اعادة انتخاب بوش. وفي عام 2006 اعلن الذراع السياسي للرابطة فوزه بنسبة 85 بالمائة من 276 مقعدا في مجلسي الشيوخ والنواب. الا ان بول هلمكي رئيس "حملة برادي" لمنع استخدام الاسلحة في اعمال العنف يقول ان هذه الارقام مضللة. وقال ان معظم الذين شاركوا في ذلك السباق كانوا من الاشخاص الذين كان حصولهم على مقاعد مضمونا. واضاف ان اعضاء الرابطة "ليسوا بالقوة التي يتظاهرون بانهم عليها". وتستعد "حملة برادي" كذلك الى اتخاذ موقف في السباق الرئاسي. وبدأت حملة اخرى لمكافحة الاسلحة وهي حملة "رؤساء البلديات المناهضين للاسلحة غير المشروعة" في بث اعلانات في كنتاكي قبل يومين استعدادا للانتخابات التمهيدية التي ستجري اليوم الثلاثاء وبالتزامن مع مؤتمر رابطة الاسلحة النارية. وتحمل الاعلانات عبارات من تصريحات كلينتون واوباما وماكين تدعو الى التأكد من خلفية الاشخاص الذين يشترون الاسلحة في معارض الاسلحة وهو ما تعارضه رابطة الاسلحة النارية. واقر ماكين بوجود خلاف بهذا الشأن، الا انه قال ان "الخلافات الحقيقية" هي مع الدمقراطيين وقال ان اوباما وكلينتون تعهدا اثناء انتخابهما لمجلس الشيوخ "بحظر الاسلحة والذخيرة او السماح برفع قضايا ضد منتجي الاسلحة يمكن ان تقضي عليهم". وانضم متحدثون جمهوريون آخرون الى ماكين وركزوا في خطابهم على اوباما الذي يتفوق حاليا على كلينتون في السباق للحصول على ترشيح حزبه الدمقراطي. وقال كارل روف المستشار السياسي السابق للرئيس بوش ان اوباما غير صادق عندما يقول انه يؤيد البند الثاني من الدستور الذي يمنح الأمريكيين حق امتلاك اسلحة وفي الوقت نفسه يعارض مواقف الرابطة. الا ان اوباما قال في مؤتمر صحافي يوم الجمعة الأخير انه لا يرى تعارضا في تأييد حق الناس في الصيد وحماية انفسهم وفي الوقت ذاته فرض "بعض القوانين المنطقية على امتلاك الاسلحة حتى لا يتعرض اطفالنا لاطلاق النار عليهم في شوارع مدن مثل شيكاغو". ويبرز النقاش الضعف الذي اظهره اوباما خلال حملته حيث انه سعى الى التقرب من البيض والناخبين في الارياف الذين يمتلك الكثير منهم اسلحة نارية. ولا تزال تلاحق اوباما تصريحاته الشهر الماضي في سان فراسيسكو بأن الناخبين في المدن الصغيرة اصبحوا "يشعرون بالمرارة" بسبب فقدانهم وظائفهم "ويتمسكون بالاسلحة او الديانة او كراهية الغير". ووزع مؤتمر رابطة الاسلحة النارية ملصقات تقول "انا احد مالكي الاسلحة الذين يشعرون بالمرارة وانا ادلي بصوتي". وحث روف الذي شدد على تصريحات اوباما، اعضاء رابطة الاسلحة النارية على النضال باسم ماكين لان "النصر في تشرين الثاني لن يكون سهلا". وقال: "في هذه الانتخابات المخاطر عالية للغاية عندما يتعلق الامر بالدستور وبالبند الثاني منه".