خانيونس - محمد أبو فياض- وثّق الفيلم الوثائقي "الشوكة"، الذي عرض في خانيونس، نكبة جديدة ترتكبها إسرائيل بحق قرية "الشوكة"شرق رفح، والتي هجر أهلها في القرن الحادي والعشرين، مثلما هجر بعضهم وأهلهم من قبل في العام 1948 من القرن الماضي.
ووجه الفيلم، الذي عرض في قاعة جمعية الهلال الأحمر في خانيونس، ضمن فعاليات إحياء الذكرى الستين للنكبة، صفعة جديدة لكل من يزعم ويدعي أن إسرائيل تدافع عن نفسها من خلال جرائمها المتواصلة بحق شعبنا على مسمع ومرأى المجتمع الدولي والمنادين بحقوق الإنسان.
وحكى الفيلم، في خمسة وعشرين دقيقة، معاناة أهالي القرية، الذين دمر الاحتلال الإسرائيلي منطقتهم السكنية بالكامل وإعادتهم مئات السنين إلى الوراء ليجدوا أنفسهم يعيشون المآساة التي عاشها أجدادهم من قبل في هجرتهم السابقة.
وكرر الفيلم صورة الفلسطيني المهجر، وصورة الخيمة التي تعكس قهره وعذابه من الاحتلال، من خلال حكي أهل القرية عن يومياتهم ومعاناتهم وشعورهم بالقهر، مركزين على تفاصيلهم اليومية حيث لا مأوى ولا ماء ولا كهرباء وانعدام لأبسط الحاجات المعيشية والمدنية، فبات من الصعب عليهم الذهاب إلى المدارس والمستشفيات.
وسلط الفيلم الضوء على قصص إنسانية يرويها رجال ونساء وأطفال من المخيم، خاصة وأنه استهل بصور لدبابات وطائرات البطش الإسرائيلي، وهي تقتلع المواطن من أرضه وتجبره على الرحيل من جديد من قريته، إضافة لمشاهد من تهجير عام 1948 واقتلاع المواطنين من قراهم ولجوئهم للمخيمات في الوطن والشتات.
وكان المفتاح وحتمية العودة والصمود هي أبرز معالم الفيلم، الذي حاول ولو بالقليل تسليط الضوء على معاناة أهالي القرية الذين يعيشون اليوم في خيم كتلك التي وزعت عام النكبة.
وخلال الفيلم، استعرض أبو الوليد معاناتهم داخل خيامهم وبؤوس الحياة التي يعيشونها، فيما سرد الطفل محمد بعضا من مشاهد إجبارهم على ترك منازلهم وتدميرها وحرمانهم من حقوقهم.
الفيلم من فكرة عبد الرحمن الحمران، كتابة التعليق لمحمود ماضي، تعليق صوت لعوض أبو الخير، ترجمة أكرم السطري، تصوير يعقوب أبو غلوة، موسيقى جبر الحاج، غناء ياسين الملاحي، هندسة صوت ومكساج حسام الشنطي، مونتاج عوض أبو الخير ويعقوب أبو غلوة، إخراج عوض أبو الخير وإنتاج يعقوب أبو غلوة.
وابرز الفيلم تكثيف عمليات القصف الجوي والبري والتوغل المستمر للقرية، والذي أدى إلى تدمير منازل معظم سكان القرية مما اضطرهم إلى الهجرة من جديد واللجوء إلى الخيام كعادة الفلسطيني في التاريخ.
ورغم الأحزان والمآسي التي سردها الفيلم، إلا أنه كان للفرح بين أهالي الشوكة نصيب من خلال عرس فلسطيني أقيم والدبكة الفلسطينية وأغاني السمر والموال التي يشتهر بها الفلسطيني وعلى نور النار، ليؤكد أهالي القرية من جديد أنه من النار تولد أفراحهم، لينتهي بذلك الفيلم دون أن تنتهي مأساة أهالي القرية.
الأثنين 19/5/2008