(في رثاء الطبيب النبيل المعطاء المرحوم الدكتور موفق دياب طيب الله ثراه)
يوم الفراق تألم ومرارة
فقدت شفاعمرو المجيدة رمزها
انا لنفتقد المناقب صدقها
يا شافي الانسان من علاّته
قد اعرب الاخيار عن تقديرهم
في الاربعين وستة مما مضى
بيروت اسدت يافعا لمهمة
وطن النجوم تفاخرت ارزاته
قد حل جارا عندما زار القرى
هذا الطبيب خلدت افضاله
هذا الطبيب موفق بعلاجه
شيخ الاطبا البارزين دراية
منح المحبة للاهالي بجمعهم
وهب الفقير علاجه بعناية
كفّاه تلمس علة فتزيلها
ستر العيوب خشية من فتنة
رغم المصاعب في زمان غابر
ودعتك في باب الدراية شهرة
وجمعت من كل التجارب خبرة
جابهت في صد المظالم ملهما
اقصى الشمال الى الجنوب توافد
ومديدة تلك المسيرة قد سمَت
لا يبلغ التعبير حق ثنائه
واذا المناقب عددت آثارها
بات اليراع يجف من مخزونه
ومعمر لا يستزيد حياته
والمرء يحيا في الزمان بذكره
الشيخ والاطفال هزّ كيانهم
واذا تباين في الامور حديثهم
بالراحل الباقي تظل حقيقة
سيظل اسمك مشرقا في عالم
تتناقل الاجيال سيرة مبدع
وشفاعة الرحمن حق ثوابها
في جنة الفردوس ندعو ربنا
وخسارة لجمائل النجباء
متمثلا بطبيبها المعطاء
لأفول نجم ساطع الاضواء
اسعدتَ حال مشاعر السقماء
ان العطاء مزود بثناء
وفد الطبيب مدينتي بهناء
طبية لعلاج اهل الداء
وأتى الجليل مكرّما بلقاء
من دعوة من مجلس الامناء
ارثا عظيم الشأن والاثراء
اسم علا في قمة الاسماء
افنى الحياة بخدمة وعطاء
وشفى العليل بهمة ووفاء
دعم الضعيف ساعة الضراء
فكأن في كفيه سحر دواء
قد مارس الاصلاح في الارزاء
خضتَ الصعاب مكافحا بإباء
فاقت علا اسطورة القدماء
زادت معارف اشهر الحكماء
من وعيك الوطني في البأساء
جمع السقام لمطلب الاشفاء
بفضائل الابرار والشرفاء
ويفوق حد بلاغة الشعراء
وتواصلت بنقاوة الانباء
ومداده يخلو بأي اناء
قدر يحدد عمره بفناء
والذكر للانسان خير بقاء
يتحدثون ترحما بدعاء
يغدو الثناء موحد الآراء
مكتوبة بضمائر الشرفاء
تسمو بذاكرة من الاحياء
في الطب رسّخ قدرة العلماء
للمحسنين بموكب الشهداء
يجزيك مغفرة بحسن جزاء
(شفاعمرو)
عبد الهادي قصقصي *
الأثنين 19/5/2008