(الناشر: ورئيس تحرير مجلة البيادر)
يسعى بنيامين نتنياهو جاهداً لتحقيق انجاز شخصي كبير، وذلك بفوزه بولاية خامسة لقيادة حكومة دولة اسرائيل. واذا فاز بهذه الولاية، فانه سيعتبر نفسه بطلاً قومياً، وكذلك سيعلن أن هذا الفوز سيعفيه عن تقديمه للمحاكمة في حال تقديم ضده لوائح أو لائحة اتهام بالفساد. ويتوقع أن يحصل حزبه في هذه الانتخابات التشريعية المحددة يوم 9 نيسان القادم على 40 مقعداً على الاقل، وهذا العدد سيؤهله لأن يكون مُكلفاً بتشكيل حكومته الخامسة.
أعضاء حزب الليكود يدعمون نتنياهو في مساعيه، ويقفون الى جانبه لأن أي فوز بعدد كبير من المقاعد يعني أن حزب الليكود عائد وبقوة الى سدة الحكم، كما ان عدداً كبيراً من أعضاء هذا الحزب سيحصلون على عضوية البرلمان (الكنيست) الاسرائيلي. ولذلك نرى أن أعضاء حزب الليكود لا يتحدثون ضد نتنياهو، بل ان هناك انطباعاً عاماً بأنه هو من يسيطر على الحزب، وهو القادر على من يختاره أو يدعمه ليكون على قائمة الحزب المقدمة للجنة الانتخابات المركزية!
واستناداً لمصادر عديدة داخل حزب الليكود فان أي لائحة اتهام تقدم بحق نتنياهو قبل موعد الانتخابات لن يكون لها أي أثر على الحزب، بل سيواصل نتنياهو ترشحه، ولن يتراجع عن ذلك. وسيتهم المستشار القضائي للحكومة أبيحاي ماندلبليت بأنه يسعى لاسقاطه بتدخله في الحملة الانتخابية من خلال تقديم لائحة اتهام من الواجب عليه تأخيرها.
مهما كانت الظروف والمعطيات والاتهامات، فان كل المؤشرات تؤكد على ان نتنياهو سيخوض الانتخابات بقوة، وان حزبه سيحصل على عدد كبير من المقاعد تؤهله لقيادة الحكومة الاسرائيلية من جديد.
ولكن بعد الفوز، وتحقيق النصر، فان نتنياهو لن يتمتع به بتاتا لانه عندها سيثور أعضاء الحزب عليه وضده طالبين منه الاستقالة حتى يبقى الحزب نقياً من أي تهم فساد. وقد يرفض نتنياهو ذلك، ولكنه سيضطر في النهاية الى التخلي عن الحكم، من أجل التفرغ للدفاع عن نفسه.. ولا بدّ من الذكر أن كثيرين من أعضاء الحزب يطمعون في تولي قيادته، وبعد الانتخابات والفوز، فان مطامعهم ستتكشف بوضوح أكثر، وقد يدخل هذا الحزب في دوامة الصراع الداخلي، لكنه سيُجبر على تهدئة الامور لمنع الانشقاقات، وتفادي اتاحة فرصة للآخرين للنيل من حزبهم.
نتنياهو ولو فاز وحقق انتصاراً في الانتخابات القادمة، إلا أنه ساقط منذ اليوم من خلال التحقيق معه حول ملفات فساد عديدة، وما فوزه في هذه الانتخابات الآتية إلا وسيلة لتسلق أعضاء الحزب على أكتافه، ومن ثم تركه غارقاً في وحل الاتهامات والمحاكمات والرحيل الابدي عن الحلبة السياسية الداخلية.
الأربعاء 30/1/2019